نبض الدار
tahiraallawati@gmail.com
أجريت دراسة حديثة تبحث في أسباب ترك الموظفين الجيدين وظائفهم ،وجاءت النتائج صادمة ، فقد وُجد أن أكبر سبب يدفعهم لترك وظائفهم هو الرئيس المباشر. هناك الكثير من الأموال تنفق على الموظفين لجعلهم أكثر خبرة وكفاءة، وأكثر إستقراراً، وتدفع رواتب جيدة لهم ، لكن المدير المباشر يهدم كل هذا بإدارته السيئة. وحسب الدراسة :ان الموظف قد يتحمل ضعف الراتب او قلة التقدير او ضغوط العمل الكثيرة، لكن المدير هو العامل الحاسم للبقاء او المغادرة.
الدراسة أتت مفاجئة في نتائجها، فعادة يورد خبراء الادارة مجموعة أسباب تدفع الموظف المميز لمغادرة المؤسسة ، لكن هذه الدراسة تعطي سببا محوريا أساسيا ورئيسيا طاردا .
عندما نقضي أوقاتنا في الدوام اكثر مما نقضيها مع أسرنا، فإن سلطة المدير المباشر تصنع المعجزات لربط الموظف الكفؤ بمؤسسته. وهناك مدير يجيد مهارات مضايقة الموظف بفنية عالية، فيشيع التوتر والقلق والضغط النفسي مما يجعل جو العمل جحيما لايطاق . فالتوتر والقلق يقللان من تركيز الموظف، والذي يؤدي إلى عدم إنتاجية جيدة ، وكذلك يُصاب بالاكتئاب الذي يجعله يتغيّب عن العمل بسبب أعراض فسيولوجية يسببها الاكتئاب. فالرئيس غير الجيد لا يُقّدر مجهودات العاملين، ولا يشجع، ولايتيح الحوار الشفّاف ، فتزداد الأمور تعقيداً. ادارة مضطربة غير منهجية تجعل مكان العمل مكاناً للصراعات التي تقود إلى أن يتغيّر التركيز من تحسين الإنتاجية إلى كيف يجد الموظف أسباباً ومبررات كي يتغيّب عن العمل، أو أن يشغل نفسه أثناء العمل بأمور غير الإنتاج. وفي مثل هذا المناخ ، ينقسم العاملون على أنفسهم وتُصبح الإدارة مكاناً للشللية و الانقسامات و المكائد بين الموظفين ، خاصة إذا كان المدير ممن يُشجّع الانقسامات و يفضل مجموعة على أخرى لأسباب قد تكون شخصية ، وربما استّغل بعض الموظفين لنقل الكلام وما يحدث إليه شخصياً ، ويُشجّع من ينقلون له الكلام ويُعاقب الآخرين ويُضايقهم ، و إذا كانت له أهداف أخرى مثل أن يُضيق على الموظفين ليوّظف مكانهم أشخاصاً من أقاربه أو من منطقته حتى يضمن الولاء الدائم ، وبذلك يضمن بألا يوجد في الإدارة من يطمح إلى أن يحل مكانه على رأس المؤسسة.
تم نشره في جريدة عمان بتاريخ 4 ديسمبر 2017م
tahiraallawati@gmail.com
أجريت دراسة حديثة تبحث في أسباب ترك الموظفين الجيدين وظائفهم ،وجاءت النتائج صادمة ، فقد وُجد أن أكبر سبب يدفعهم لترك وظائفهم هو الرئيس المباشر. هناك الكثير من الأموال تنفق على الموظفين لجعلهم أكثر خبرة وكفاءة، وأكثر إستقراراً، وتدفع رواتب جيدة لهم ، لكن المدير المباشر يهدم كل هذا بإدارته السيئة. وحسب الدراسة :ان الموظف قد يتحمل ضعف الراتب او قلة التقدير او ضغوط العمل الكثيرة، لكن المدير هو العامل الحاسم للبقاء او المغادرة.
الدراسة أتت مفاجئة في نتائجها، فعادة يورد خبراء الادارة مجموعة أسباب تدفع الموظف المميز لمغادرة المؤسسة ، لكن هذه الدراسة تعطي سببا محوريا أساسيا ورئيسيا طاردا .
عندما نقضي أوقاتنا في الدوام اكثر مما نقضيها مع أسرنا، فإن سلطة المدير المباشر تصنع المعجزات لربط الموظف الكفؤ بمؤسسته. وهناك مدير يجيد مهارات مضايقة الموظف بفنية عالية، فيشيع التوتر والقلق والضغط النفسي مما يجعل جو العمل جحيما لايطاق . فالتوتر والقلق يقللان من تركيز الموظف، والذي يؤدي إلى عدم إنتاجية جيدة ، وكذلك يُصاب بالاكتئاب الذي يجعله يتغيّب عن العمل بسبب أعراض فسيولوجية يسببها الاكتئاب. فالرئيس غير الجيد لا يُقّدر مجهودات العاملين، ولا يشجع، ولايتيح الحوار الشفّاف ، فتزداد الأمور تعقيداً. ادارة مضطربة غير منهجية تجعل مكان العمل مكاناً للصراعات التي تقود إلى أن يتغيّر التركيز من تحسين الإنتاجية إلى كيف يجد الموظف أسباباً ومبررات كي يتغيّب عن العمل، أو أن يشغل نفسه أثناء العمل بأمور غير الإنتاج. وفي مثل هذا المناخ ، ينقسم العاملون على أنفسهم وتُصبح الإدارة مكاناً للشللية و الانقسامات و المكائد بين الموظفين ، خاصة إذا كان المدير ممن يُشجّع الانقسامات و يفضل مجموعة على أخرى لأسباب قد تكون شخصية ، وربما استّغل بعض الموظفين لنقل الكلام وما يحدث إليه شخصياً ، ويُشجّع من ينقلون له الكلام ويُعاقب الآخرين ويُضايقهم ، و إذا كانت له أهداف أخرى مثل أن يُضيق على الموظفين ليوّظف مكانهم أشخاصاً من أقاربه أو من منطقته حتى يضمن الولاء الدائم ، وبذلك يضمن بألا يوجد في الإدارة من يطمح إلى أن يحل مكانه على رأس المؤسسة.
تم نشره في جريدة عمان بتاريخ 4 ديسمبر 2017م
0 تعليقات