نبض الدار

tahiraallawati@gmail.com 

خلال متابعتي لكل أدبيات التوظيف والتعمين ، ولجميع الجهات،  لاحظت اتفاق  الجميع على توفير تدريب للشباب الباحث عن العمل ، كي يستطيع دخول سوق العمل المتغير بسهولة ويسر . تدريب يركز على احتياجات السوق الآنية والمهمة ، كي يتم التعيين بسهولة.
ان هذا الاجماع على التدريب ، يجعلنا بحاجة للاهتمام بالتدريب كأولوية قصوى ، وان يواكب هذا التدريب أحدث المستجدات ، وان يكون كافيا ووافيا .
ان اهتمامنا كقطاعات حكومية وقطاعات خاصة والمجتمع بالتدريب ،  وتطوير مؤسساته ، وتسهيل إلتحاق الشباب به بمجرد التخرج،  سيسرع في عملية التوظيف وتقليل عدد الشباب الباحثين عن عمل . وهنا نحتاج الى نقطتين مهمتين ؛ أولهما ان تحدد قطاعات العمل حاجاتها التدريبية وتعلنها مع اعلان الشواغر من الوظائف .  وان نعمل لتوفير هذه الأنواع من التدريب بأسرع وقت ، فلا بأس من ان يلتحق الخريج بالتدريب بمجرد تخرجه مستغلا فترة الصيف  ؛ فاذا كان التدريب لمدة عام او اكثر او اقل ، فان المسارعة الى التدريب يجعل الشاب باقيا على حماسته ولياقته الذهنية ، مترقبا الوظيفة التي تنتظره كما ينتظرها . 
جهات عديدة تساعد الدولة في توفير مخصصات التدريب ، ولا يمنع من زيادة هذه الجهات ؛ لأن التدريب عملية مكلفة جدا . ومن ناحية ثانية ان يكون التدريب الذي تقدمه مؤسسات التدريب عمليا ومكثفا ومواكبا للمستجدات في ساحة العمل التي تتغير باستمرار ، ومناسبا لفئات الوظائف المعلن عنها.
من تجربتي المتواضعة لاحظت ان بعض شبابنا لايملك الثقة الكافية بنفسه كي يقتحم سوق التدريب  ، وخاصة انه تنقصه المادة لذلك ، فهو لايعمل ، ويحمل هما لتمويل تدريبه. لكن اذا وعد بفرصة عمل جيدة تنتظره، وطلب منه ان يتدرب لمدة عام مثلا في مجال ما ، ويتم تمويل تدريبه ، فلا شك انه سيبادر بقوة ، وستبقى نقطة اخيرة؛  وهي ان يكون التدريب فاعلا وعمليا ، ممدا إياه بكل الكفايات التي يحتاجها في الوظيفة التي تنتظره.  لذا فإن تفصيل التدريب على الوظائف الشاغرة أفضل من تدريب مجموعات من الشباب على كفايات عامة ، أو نفترض مسبقا كفايات تدريبية نعتقد ان سوق العمل بحاجة إليها ، لكن بعد التدريب نكتشف العكس.

نشر في جريدة عمان الثلاثاء 16 يوليو 2019م