نبض الدار
tahiraallawati@gmail.com
مع قدوم الصيف يبدأ الناس بالتفكير في السفر ، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ، والرغبة في التخلص من الملل، والعمل على التغيير. صرنا نلاحظ الأسر ، وهي تستعد للسفر مع صغارها في كثير من السعادة . لكن وسط ذاك نلاحظ الشلل الرجالية المكونة من اثنين او ثلاثة او اربعة او خمسة ، قد لبسوا "الكاجوال" وتخففوا من كل مايثقل حركتهم ماعدا حقيبة سفر صغيرة وضعوها على الكتف ، نلاحظ الحماس البادي عليهم ، والحديث الطويل المنساب بينهم بصوت عال أحيانا ، الذي لاينتهي بل يزداد ويتشعب . مع بعض السلوك المثير للفوضى لدى البعض ان كانوا أصغر سنا .
فالبعض منهم قد حدد ان لا تسافر أسرته، فهو لايستطيع ان يدفع مصاريف اصطيافها ، فاكتفى بعدم حرمان نفسه من ذلك. والبعض قرر ان يسافر مرتين في الصيف؛ مرة مع أسرته ومرة مع اصدقائه ، ورتب أموره المالية على ذلك، والبعض قرر ان تدفع زوجته مصاريف سفر الأسرة ، بينما هو يكتفي بدفع مصاريف سفرته المنفردة مع اصدقائه.
في كل الاحوال فإن سفر الرجل بدون أسرته وزوجته والأبناء يبدو أمرا غير مفهوم ، فما الذي لايستطيع ان يفعله الرجل اذا سافر مع أسرته ؟ ولم تقديس السفر مع الاصدقاء كطقس مهم جدا كل عام ؟ وهناك نوع آخر من الرجال يسافر لوحده في الصيف، لا أسرة ولا أصدقاء ، تراه في المطار مع حقيبته الصغيرة على كتفه ، يراقب ويتابع الناس بهدوء وابتسام، وهو جالس في ركن هادئ يحتسي قهوته بحماس ، بينما وجهه يشي بكثير من السعادة ، وكأنه تحرر من كل قيد أو ضغط في الحياة ، واستعاد حريته وشبابه وحماسه ! وهو الاغرب من كل أنواع المسافرين .
نشر في جريدة عمان الثلاثاء 2 يوليو 2019م
tahiraallawati@gmail.com
مع قدوم الصيف يبدأ الناس بالتفكير في السفر ، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ، والرغبة في التخلص من الملل، والعمل على التغيير. صرنا نلاحظ الأسر ، وهي تستعد للسفر مع صغارها في كثير من السعادة . لكن وسط ذاك نلاحظ الشلل الرجالية المكونة من اثنين او ثلاثة او اربعة او خمسة ، قد لبسوا "الكاجوال" وتخففوا من كل مايثقل حركتهم ماعدا حقيبة سفر صغيرة وضعوها على الكتف ، نلاحظ الحماس البادي عليهم ، والحديث الطويل المنساب بينهم بصوت عال أحيانا ، الذي لاينتهي بل يزداد ويتشعب . مع بعض السلوك المثير للفوضى لدى البعض ان كانوا أصغر سنا .
فالبعض منهم قد حدد ان لا تسافر أسرته، فهو لايستطيع ان يدفع مصاريف اصطيافها ، فاكتفى بعدم حرمان نفسه من ذلك. والبعض قرر ان يسافر مرتين في الصيف؛ مرة مع أسرته ومرة مع اصدقائه ، ورتب أموره المالية على ذلك، والبعض قرر ان تدفع زوجته مصاريف سفر الأسرة ، بينما هو يكتفي بدفع مصاريف سفرته المنفردة مع اصدقائه.
في كل الاحوال فإن سفر الرجل بدون أسرته وزوجته والأبناء يبدو أمرا غير مفهوم ، فما الذي لايستطيع ان يفعله الرجل اذا سافر مع أسرته ؟ ولم تقديس السفر مع الاصدقاء كطقس مهم جدا كل عام ؟ وهناك نوع آخر من الرجال يسافر لوحده في الصيف، لا أسرة ولا أصدقاء ، تراه في المطار مع حقيبته الصغيرة على كتفه ، يراقب ويتابع الناس بهدوء وابتسام، وهو جالس في ركن هادئ يحتسي قهوته بحماس ، بينما وجهه يشي بكثير من السعادة ، وكأنه تحرر من كل قيد أو ضغط في الحياة ، واستعاد حريته وشبابه وحماسه ! وهو الاغرب من كل أنواع المسافرين .
نشر في جريدة عمان الثلاثاء 2 يوليو 2019م
0 تعليقات