تابع المواطنون جلسة معالي وزيرة التربية والتعليم في مجلس الشورى بكثير من الاهتمام والترقب ، وكان هناك العديد والكثير من التساؤلات والتعليقات والردود والتوضيحات . وكان الهدف الاكبر للجميع ان تكون الجلسة خطوة أخرى في سبيل الرقي بالتعليم العماني ، ومستقبل الابناء التعليمي ، والتغلب على التحديات والمعوقات .
قد لاتحضرني أرقام صرف الحكومة على التعليم في هذا المقال القصير ، لكنها مبالغ كبيرة  منذ أن تقرر برنامج تطوير التعليم كأحدى الخيارات العمانية الحاسمة لجعل التعليم العماني بوابة للعبور الى سوق عمل متنوع ومتغير ملئ بالتحديات التقنية والمعرفية المختلفة .
وقد عززت الحكومة  ذلك  الدعم المالي مؤخرا بدعم مالي طال علاوات المعلمين والوظائف المساندة ،  وتخصيص مبالغ أخرى لتدريب المعلمين على الأخص ، وكذلك دعم النقل الطلابي وغيره ، الى جانب الأوامر بتأسيس المركز الوطني للتقويم التربوي . وكان هذا الدعم من جلالته  - حفظه  الله ورعاه - وحكومته دليلا آخر على مدى الاهتمام الشديد لجلالته بالتعليم .
وقد استوقفتنا ملاحظة احد اعضاء مجلس الشورى في جلسة معالي وزيرة التربية والتعليم ، حول ان الطالب العماني الواحد في التعليم الحكومي يكلف في المتوسط حوالي 1500 ريالا عمانيا ، وذلك من خلال قراءاته لأرقام الوزارة واحصائياتها ، وهذا يعني أن تكلفة الطالب سترتفع بعد الزيادات التي  أقرتها الحكومة مؤخرا ، ويحتاج الأمر لاضافتها الى المعدل الكلي لتكلفة التعليم .
وذكر عضو الشورى  كذلك الزيادات في الموارد البشرية من المعلمين ومديري المدارس والاداريين في الوزارة ، وخاصة بعد انضمام حوالي خمسة الاف معلم الذين جاءت التوجيهات بتعيينهم في الوزارة مؤخرا . هذا مع ميلان منحنى الطلبة الى الثبات او النقصان سنويا حسب  نتائج برنامج المباعدة بين الولادات الذي طبق في السلطنة ، فانخفض معدل الخصوبة لدى الاسرة العمانية.
ان عضو مجلس الشورى ذكر بأن ولي الامر قد يطالب بان تصرف له الدولة هذا المبلغ ليقوم هو بتعليم ابنه او ابنته اذا لم يعد مقتنعا بالخدمة التعليمية المقدمة ، وهو محق في تساؤله هذا .
لكن هل خصخصة التعليم هو الحل الأمثل لعدم قدرتنا كموظفين ومسؤولين في وزارة التربية والتعليم على انتاج نظام تعليمي ممتاز المخرجات يوازي مايصرف عليه ، خال من الهدر والترهل والفاقد والفساد وكافة أنواع التحديات.
وهل نستطيع ان نخصخص شأنا كالشأن التعليمي له أهميته وخطورته وتأثيره على مستقبل الوطن كله ؟ وأن نلقي بكل المكتسبات التربوية والتعليمية الجميلة التي أنجزناها في هذه الوزارة منذ العام 1970 خلف ظهورنا بسهولة ؟