حكاوى صباحية

يبدو ان احتيالات التجارة المستترة كثيرة ، وبدأ بعضها يطفو على السطح ، ونخشى ان يكون الطافي هو الظاهر من جبل الجليد ، أما التسعين بالمائة من جبل الجليد فانه تحت السطح مخفي .

ان طرق التحايل والغش والاستغلال التي نراها في افلامهم الطويلة تعكس مايحصل في بلدانهم.  قد تعودوا على ذلك ولايتورعون عن تكرارها في بلدنا دون أن يرف لهم جفن . فبعد فضيحة الحلويات ظهرت قضية الفرش المستعملة ؛ التي يقومون بتغيير غلافها القماشي الخارجي بآخر جديد وثم بيعها مرة اخرى لنا . وكذلك ماظهر من قضية بيع الاجبان المنتهية الصلاحية التي نشرت في السبلة ، وماقيل عن العقوبة الهينة جدا التي صدرت ضد مرتكبيها .

ان الحد الادنى من العقوبات لهؤلاء لن يوقف هذا النوع من الاعمال ، فنحن نطالب المحكمة بأقصى غرامة وأقصى عقوبة سجن ، وثم الغاء اقاماتهم وتسفيرهم الى بلدهم ، ومنعهم من الدخول للأبد حتى يكونوا عبرة لأمثالهم .

وعلى المنوال نفسه تقوم الهايبرات ببيع مساحيق الحليب والاغذية الاخرى المعبأة في عبوات تحمل اسم الهايبر ؛ فهل هيئة حماية المستهلك تعرف بلد المنشأ لهذه المنتجات ، ومن أين أتت،  وهل هي خالية من المواد المسرطنة ؟ فلا نزال نذكر فضائح بيع مسحوق الحليب الملوث بالاشعاعات بعد حادثة تشرنوبل ، وقيل وقتها أن بعض الوافدين الذين يملكون شركة تعبئة حليب تستورد هذا الحليب الملوث وتعبئه وتبيعه لنا . مثلما يقال انهم حاليا يستوردون البطاطس الاسرائيلية ويعبأونها في اكياس الشيبز ، فقد حصلوا على الجنسية العمانية  لكن دون ولاء لعمان وللعروبة والاسلام ؛ فولاؤهم للمزيد من الاموال والارباح كيفما كانت .

فلماذا تقوم الهايبرات بمحاربة الصناعة الوطنية بهذه الطريقة الملتوية ؟ فلم يبق منتج غذائي أو غير غذائي لايأتي به الهايبر معباً في عبوات باسمه ، ماعدا بعض الخضروات الشاحبة في ركن قصي مكتوب عليها منتج عماني؟!

ان اصحاب المصانع العمانية متضررين جدا من ذلك ، فالهايبر منفذ بيع وليس مصنع يعبأ كل أصناف التموين صغيرها وكبيرها ، ويدخل منافسا للمصانع الوطنية . وقطعا المنافسة في صالحة فهو يبيع مايقوم بتعبئته بسعر أرخص من سعر المنتج العماني . ونادرا جدا تستفيد بعض المصانع العمانية من حركة التعبئة هذه ، واذا كان فبهامش من الربح لايستحق الذكر ، لان الهايبر يفرض السعر الذي يريد ويرغب ، واذا رفض صاحب المصنع فان الهايبر يستدير الى بلدان مستعدة للتعبئة بسعر رخيص بسبب رداءة سلعها وعدم استيفائها الاشتراطات الصحية.
نشر في جريدة الوطن ، السبت 9فبراير 2013م

tahiraallawati@outlook.com