حكاوى صباحية
مؤخرا
أوصى تقرير لصندوق النقد الدولي الحكومة العمانية باتخاذ اجراءات حاسمة بخصوص
الدعم الحكومي ، منها النظر في الدعم
الضمني الكبير للوقود بسبب ماله من آثار تشويهية
......الخ .
منذ
ان وعينا على الحياة ونحن نرى ان أدوار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أدوار
امبريالية اكثر منها أدوار استشارية
موضوعية ، فليس بخاف انهما تسعيان لفرض نوع محدد من الاقتصاد الرأسمالي يلقى
مباركة من الدول الكبرى وتطلعاتها الامبريالية .
وتدخل هاتين المؤسستين في الكثير من الدول عبر
فرض الخصخصة او تعويم عملات تلك الدول او رفع الدعم عن السلع والخدمات الاساسية لم
يكن بريئا ، بل أتى بالعديد من المشاكل الاقتصادية لتلك الدول . وأفضل مثال على
ذلك شروط القرض المقدم لمصر خلال هذه الايام
. فأي دولة تربط اقتصادها بقرض من هاتين المؤسستين لاتعدم تدخلهما السافر والمباشر في نظامها الاقتصادي .
حاليا تقوم وزارة المالية ووزارة النفط والغاز
باجراء دراسة تركز بشكل مباشر على موضوع دعم وقود السيارات والديزل ، وستستغرق
الدراسة حوالي شهرين حسبما تم الاعلان عن ذلك في ابريل الماضي.
ان
تهريب وقود السيارات والديزل عبر الحدود أصبحت قصة معروفة ، ولابد ان تتخذ اجراءات
توقيفها . وان استفادة جميع الوافدين من الدعم أيضا غير عادل وغير منطقي في ظل
تعملق نسبهم في القيادات العليا والوظائف التخصصية، واحتكارهم لتجارة الاغذية والخدمات
الصحية . مع ضرورة استثناء ذوي الدخل المحدود والعمال من ذلك .
والنقطة
المهمة وهي ان المساس باستفادة المواطن من دعم وقود السيارات والديزل سيبقى غير
مقبول أبدا في بلد نفطي ، فمهما نعلن عن تحسن مستوى المعيشة الا ان غول الغلاء
مايزال يمتص الزيادات بشكل متسارع يوما بعد يوم في ظل اقتصاد حر ، ويستورد معظم
احتياجاته الغذائية والرئيسية من الخارج .
ومانزال
نعاني من بعد المرافق وابتعادها في عاصمة ممتدة طوليا على شريط ضيق ، والعمارة
الممتدة أفقيا ، ونظام الطرق الذي يزيد
المسافات ويضاعفها . ووسط سفر جل
المواطنين من محافظاتهم الى مسقط وثم العودة كل حين أو على الاقل كل اسبوع .
فنستهلك الكثير من الوقود في الحركة ، وسط غياب لشبكة وسائل النقل العامة المريحة
.
فهل
صندوق النقد الدولي أخذ في اعتباره أننا
لانملك شبكات مترو أو مواصلات عامة بجميع انواعها مريحة ومتكاملة تغطي الدولة من
أقصاها لأقصاها كما في الدول الغربية ، وحيث لايستخدم المركبات الخاصة الا الأثرياء للرفاهية الزائدة
.
رغم
ان أسعار الوقود مدعومة الا ان كل اسرة تضع ميزانية كبيرة جدا لهذا الوقود شهريا
اذا كانت لديها مركبتان ، إضافة الى مبالغ أخرى لصيانتهما . ولا ادري ان كان
التعداد السكاني الاخير قد خرج بأرقام بهذا الخصوص لمساعدتنا في تقدير أثار تقليص
هذا الدعم وثأثيره على الجانب المعيشي والاجتماعي للمواطن بالارقام ، وهذا ماتحتاج
ان تلم به الدراسة الجارية . ولكننا ندري ان صندوق النقد الدولي لايهمه الجانب
الاجتماعي والمعيشي للمواطن العادي في بلداننا.
0 تعليقات