حكاوى صباحية
أشهرت
أول جمعية للمرأة في السلطنة في عام 1972 وازداد عددها مع مرور السنين ، الى أن أصبح عددها
اليوم 38 جمعية نسائية ، وماتزال هناك مطالبات أخرى لإنشاء جمعيات نسائية في
ولايات عديدة. فللنساء الحق بأن تكون لهن جمعيات يدرنها ، ولهن الحق في الحصول على
الدعم الذي تقدمه الدولة لجمعياتهن سواء الدعم المادي أو المعنوي . ولرئيسات
الجمعيات الحق في حضور الفعاليات النسائية الكبرى والمشاركة فيها . وللجمعيات الحق
في الحصول على دعم المجتمع وأفراده والقطاع الخاص . وقد استطاعت جمعيات المرأة إبراز
أصوات ووجوه نسائية في وقت مبكر من النهضة العمانية الحديثة ، وقدمت خدمات جيدة في
عقود السبيعينيات والثمانينيات والتسعينيات .
ومن
خلال المناقشات المطروحة حاليا بين النساء ، وحصول الجمود في أدوارها اليوم ماعدا
بعض النشاط الاجتماعي والتربوي ، فقد أصبحت الجمعيات النسائية جزرا منفصلة عن
بعضها البعض ، ولامن نشاط مشترك أو تشبيك حقيقي وقوي بينها ماعدا بعض الأنشطة
المشتركة العادية في فترات منقطعة وحسب التساهيل. ولامن مردود مهم وقوي لهذه
المشاريع على الصعيد العام.
ويبدو
أنه آن الأوان لأن تتكامل هذه الجمعيات ضمن اتحاد أو هيئة نسائية منتخبة تجمع
الجزر المنعزلة تحت مظلة كيان واحد قوي يحقق التشبيك الحقيقي بين الجمعيات
النسائية ، ويفتح مجالا حقيقيا للمنافسة فيما بين إداراتها ، ويمدها بأفكار جديدة
ومهمة على الصعيد الوطني وبما هو مدرج ضمن أهدافها ، ويساعد على تعميم التجارب
الناجحة ، ويضخ الدماء الجديدة ، ويستفيد من الخبرات القديمة الموجودة فيها ، ويقلل من المشاكل النسائية الموجودة في بعضها .
ان
الهيئة أو الاتحاد سيضع خطة ورؤية استراتيجية لهذه الجمعيات ستسير وفقا لها ،
وستكسب المزيد من الدعم المادي والمعنوي من المجتمع وثقته ؛ لأنها ستعمل وقتها في
مشاريع وطنية عامة مهمة مثل القضاء على الفقر في الأسر ، والبطالة لدى النساء ،
وبذل التدريب المناسب للمرأة العمانية ، وفتح آفاق وفرص العمل أمام المرأة في
منطقتها في مشاريع خاصة أو مشاريع مشتركة قوية تدر ربحا جيدا ، وسيقوم القطاع
الخاص بدعمها وهو واثق بأن أمواله تضخ في هدف وطني مهم . وستكون هناك مراجعة للخطط
وتقييمها وتطويرها بين وقت وآخر ، والعديد من الفوائد الأخرى.
كانت
هناك لجنة تنسيق نسائي بين الجمعيات ثم ألغيت ، ولم ندر لماذا ألغيت وماذا كانت
سلبياتها . وليس من الضروي أن تكرر تجربة لجنة التنسيق النسائي نفسها اذا كانت قد
فشلت ، ففي الأطر الجديدة مايغني عن إعادة تجارب عفا عليها الزمن .
ان
لنا في اتحادات الالعاب الرياضية تجربة جميلة وناضجة ، فقد استطاعت هذه الاتحادات
ان تخطو بالرياضة العمانية الى آفاق أفضل سواء في كرة القدم أو ألعاب أخرى.
يقلقنا
هجرة الفتيات الشابات بدون معية أهاليهن الى مراكز المدن ومسقط للعمل في وظيفة ما
، انها هجرة قسرية لهن لتوفير العيش الكريم لأسرهن . لكنها هجرة خطرة للفتيات في
عمر غض ، فيتعرضن الى مواقف وتجارب خطيرة ، فالبعد عن الأسرة سواء الأسرة الوالدية
أوالزوج والاولاد مشكلة كبيرة للمرأة ، مشكلة نفسية ومشكلة اجتماعية ومشكلة
ديموغرافية . ولا يستطيع أي أحد حلها عبر عودة النساء الى مناطقهن والحصول على فرص
عمل مناسبة لهن الا جمعيات المرأة ؛ لكن ليس بالوضع الضعيف الذي عليها الان ،
وانما بالوضع الجديد المقترح ، فالكيان الكبير كالهيئة أوالاتحاد النسائي هو
المنوط بحل مشكلة البحث عن فرص عمل للمرأة في منطقتها ، ضمن خطة ورؤية استراتيجية
واحدة تعمل جمعيات المرأة على تنفيذها بخطط زمنية واضحة ، ويستطاع متابعة تطورها
وتقدمها الى أن تؤتي أكلها. وكذلك قضايا أخرى مثل دخول المرأة الى مجلس الشورى
وغيرها من قضايا المراة العالقة ، والتي سأتعرض لها في مقال لاحق باذن الله تعالى
.
tahiraallawati@gmail.com
0 تعليقات