حكاوى صباحية
تبدت الروح الوطنية العمانية العالية عندما تعرضت بلادنا لحفلة الشتائم بسبب رؤية السلطنة حول الاتحاد الخليجي. وكانت مفاجأة سعيدة جدا، فالولاء للوطن ظهر جليا في الحوار الذي استعر على مواقع التواصل الاجتماعي.
اننا بهذه الروح الولائية للوطن، وهذا التكاتف الذي ظهر جليا قويا ، نستطيع أن نفعل الاعاجيب لرفعة وتقدم وطننا في قضايا عديدة وكثيرة ، وأولها التغلب على المصالح الشخصية، فهناك البعض لمصالحه الشخصية يبذلون التأشيرات تلو التأشيرات لليد العاملة الآسيوية ، كي يربحوا منها الأموال وهم يسرحونها في السوق العماني. وكذلك بناء الخطوط الحمر إتجاه المافيات الاسيوية التي أصبحت تحاربنا بفسادها في لقمتنا، وصحتنا، وظائفنا، وغيرها من مكتسبات هذا لوطن الذي يفترض أن يستفيد منها أبناؤه بالدرجة الأولى. والحفاظ على هذه الخطوط الحمر، والحرص على ألا نتعداها مهما تعارضت مع مصالحنا الشخصية. فللأسف، والشئ بالشئ يذكر؛ أن أتلقى رسالة تهديد ووعيد في بريدي الالكتروني كي أكف عن التحدث عن مافيات الآسيويين ومصائبهم في بلدنا. وهذا يعطي الايحاء والانطباع أن البعض ذهب بعيدا جدا في مصالحه الشخصية على حساب وطنه ، لدرجة أن يهدد اعلاميا تحدث بكلمة الحق مستعرضا في مقالاته واقع الأرقام المفزع والمخيف عن مافيات الآسيويين في وطننا.
إن روح الولاء الحقيقي للوطن تستطيع أن تكنس كل مايضر بمصلحة الوطن اليوم وغدا، فهناك خطر بعض العقليات العمانية التي تستهين بالعمل الحكومي، وتعتبر الراتب صدقة تأخذها من الدولة، وترى أنها غير مطالبة بالعمل الجاد والدؤوب الذي يأتي بالازدهار والتقدم. وهناك الروح السلبية لدى البعض، والتي ترى في فساد البعض مندوحة لها في أن تفسد أيضا ، وتضيف لقائمة الفاسدين رقما جديدا. وهناك من أصبحت بعض مقدرات الوطن في يده عندما تسلم مركزا ما في وظيفته ، فأصبح يقضم مال الوطن قضما مستفيدا من مركزه الجديد ،وليملأ جيوبه وجيوب أهله وربعه وأصدقائه.
من نافلة القول أن ليس الجميع ملائكة، وأننا بشر فينا الفاسد والصالح، لكن الولاء للوطن يدفعنا أن نعمل على سلامة الوطن وازدهاره، فمن سيستمر على الولاء لمصالحه الشخصية على حساب الولاء للوطن، لايظن ان الأمور ستبقى كما يرغب، فهناك نفوس عمانية حرة أبية كثيرة جدا مفعمة بالولاء للوطن ، ظهر ولاؤها الناصع والعميق للوطن عندما تعرضنا لحفلة الشتائم، تسهر على سلامته من كل الطفيليات السامة ، فنعما بها.
لاتزال رتبة بلدنا في مكافحة الفساد رتبة متأخرة حسب الجهات المعنية بمتابعة مؤشرات الفساد في بلدان العالم . لكن عمان لها قائد فذ، صنع الكثير، وسيقتلع كل جذور الفساد بحكمته وبعد نظره ، وها قد بدأ أول الغيث ، ونحن نعاهده أن نبقى أوفياء له، ولكل ما يبذله من جهود لرفعة هذا الوطن وسلامته. وإن في صدور قانون حماية المال العام ، وانتظارنا لصدور قانون حماية المستهلك الجديد، وتعديل غيره من القوانين التي تصب في سلامة الوطن والحفاظ على مكتسباته في قادم الأيام، كل الخير والبشارة.
tahiraallawati@gmail.com
جريدة الوطن (الأحد 19 من صفر 1435هـ 22 من ديسمبر 2013م )
0 تعليقات