نبض الدار
http://omandaily.om/?p=214727

كثرت الشكاوى من الآباء والأمهات حول الخطر الذي يحيط بأبنائهم قبل وبعد الدوام المدرسي. ففي الظهيرة ولدى توصيل الأطفال إلى بيوتهم، نلاحظ أن الباصات لاتدخل إلى الحارات الداخلية . لذا تحدد أماكن لإنزال الأطفال في مكان ما، وثم ينتشرون مشيا إلى حاراتهم. كثير من هذه الباصات  تنزل الأطفال على الشارع، حيث تقف لحظات على كتف الشارع، فينزل الاطفال أحادا أو عشرات بسرعة شديدة، وليختفي الباص بأسرع من لمح البصر. وليقوم الأطفال بعد ذلك بمغامرة عبور شارعي الذهاب والإياب، فالعربات تطير مسرعة، فلا المكان مكان عبور المشاة ولا سرعة السيارات بسيطة، فيعبرون على خوف وجل وحسب انتباه كل طفل وقدرته الحاذقة على العبور السريع ، يتناثرون كالشياه الشاردة، وكل يحاول أن يعدي المأزق العبوري، فنسمع فرامل العربات الغاضبة المزمجرة التي تكاد تخطف طفلا أو طفلين لم يفلحا في العبور البهلواني ذاك. 
مرتين يوميا صباحا وفي الظهيرة، يتعرض آلاف التلاميذ والطلاب إلى هذا المأزق العبوري الخطر وسط العربات الهادرة والغاضبة. وفجأة تأتي الاخبار بموت تلميذ أو طالب أو اثنين أثناء العبور، فينصدع القلب وتعلو الصرخات، ثم تخفت دون حل لهذا المأزق الخطر،فقد ذهب الحبيب ولارجوع له. 
حل بسيط قامت به وزارات تربية في بلدان أخرى، حل لايكلف شيئا إلا الحرص على حياة الأطفال والاطمئنان إلى أن المدرسة قد قامت بدورها كاملا. ففي هذه الحالات من العبور الخطر ينزل صاحب الباص أو من معه أو أحد أفراد المدرسة وفي يده راية أو شارة  مكتوب عليها" قف.. مرور أطفال مدارس. " يتقدم ويوقف العربات بهذه الإشارة لتقف جميع العربات وليمر جميع الأطفال معا بسلام وأمان دون وجل أو خوف أو حركات بهلوانية، وعندما ينتهون يعود إلى مكانه فيتحرك الباص براحة واطمئنان فقد أدى دوره كاملا. 
كثر الجدل حول الباصات المدرسية ومشاكلها منذ سنوات، وكثر الحديث عن نظام ستقوم به الوزارة لحل مشكلات باصات المدارس، ومهما كان الحل فإن وجود لائحة صادرة من الوزارة يلتزم بها صاحب الباص سواء كان مالكا للباص أو شركة خاصة أو شركة النقل الوطني، وفيها تحدد المواصفات وشروط سلامة الباص والأطفال. وبحيث تكون إجراءات المقاضاة في حال المخالفة قيد التنفيذ وحازمة، ولاتتدخل الوساطات والتشييمات فيها، فإن الأمور ستتقدم كثيرا، ولن نشهد قطاع نقل طلبة المدارس والذي تبلغ ميزانيته حوالي 17مليون ريال بهذا الضعف والرثاثة والهشاشة.