نبض الدار
http://2016.omandaily.om/?p=367013
 
نحرص على السفر على الطيران العماني كناقل وطني ، رغبة بأن يكون الافضل والأحسن والاكثر ربحية. ولدي بطاقة سندباد الفضية وأعمل للحصول على الذهبية . مع ذلك نلاحظ بعض الأمور ،ونأمل الا تحصل مع الناقل الوطني كي يبقى الاكثر اقبالا وجذبا ونجاحا . ان طرق المنافسة الاعتيادية التي تضعها شركات الطيران الكبرى والعالمية عبر وضع محددات لبيع انواع متعددة من التذاكر على الرحلة نفسها،  تخترقها عن قصد وعمد بعد ذلك كي لاتطير طياراتها خالية المقاعد، فنرى لديهم أسعار التذاكر الرخيصة المتوفرة قبل السفر بأيام قليلة جدا ، وايضا المرونة في تغيير الحجز مع التذاكر الرخيصة- التي لاتقبل التغيير- مع دفع مبلغ بسيط  .وفعلا يطير الطيران الهولندي والسويسري والبريطاني بطائراته الضخمة 330 ايرباص ممتلئة عن آخرها . بينما قواعد التنافس نفسها يتبعها الطيران العماني لكن ليس دائما تطير طائراتنا ممتلئة عن آخرها . ويبدو ان بعض الطيران الخليجي فهم اللعبة ،فنلاحظ توفر التذاكر الرخيصة قبل السفر بيوم او يومين  . 
عدد كبير من الناس لايستطيع ان يحجز قبل السفر بشهور لظروفه ؛ فيضطر للحجز في آخر اللحظات ، وهذا مايجعل الحجز على الطيران العماني غاليا جدا . ويحكي لي بعض الاخوة انهم على الدوام يحجزون متاخرا جدا ،وفي كل الاحوال يحصلون على الحجز على كبريات الشركات بأسعار مناسبة جدا . يقولون انهم في البدء يحاولون مع الناقل الوطني ، لكن الأسعار تستوقفهم ، وفي بعض الاحيان كانوا يحجزون ذهابا على درجة رجال الاعمال لعدم وجود شاغر على السياحية ومن ثم ايابا على السياحية ومع ذلك كان السعر مقبولا مع ارتفاع مقبول .لكن في الفترة الأخيرة لاحظ بعضهم ان الموقع يرفض استكمال اجراءات الحجز اذا كان الذهاب على درجة رجال الاعمال والعودة على السياحية ،وانه يجب ان يستكمل حجز الذهاب والاياب معا على درجة رجال الاعمال ، مما يرفع سعر التذكرة جدا،  وخاصة اذا كانت الأسرة مكونة من عدد كبير من الافراد ،فيضطر للحجز على ناقل آخر أرخص ب200 ريال تقريبا لكل فرد. وذكر لي أحدهم انه حاول الحجز للذهاب او الاياب فقط على الناقل الوطني، فلاحظ ان سعر التذكرة يقفز الى الضعف .
هناك  أنظمة وتعقيدات كبيرة تضعها شركات الطيران الكبرى على التذاكر وانواعها وأسعارها كي تحقق اكبر قدر من الارباح؛ لكنها في لحظة ما تخترقها كلها كي تطير طائراتها ممتلئة عن آخرها . وهذا مانلاحظه على الدوام في أنواع الحجوزات الغربية سواء شركات الطيران او حجوزات الفنادق او حجوزات الرحلات السياحية او رحلات الكروز. ولايعدم الانسان ان يلقى مايريد وبسعر مناسب لديهم .ففي النهاية هم يبحثون عن الزبون وألا يتركهم . وهكذا يكسبون على الدوام .
ان الطيران العماني امام تحد كبير مع استكمال طاقم طائراته ؛ وهو ان يصبح محطة الترانزيت المفضلة لدى الناس المتوجهين الى جنوب شرق آسيا او الآتين منها ،وهو ماتحاوله نواقل جارة ان تكونه، ويبدو انها نجحت الى حد كبير جدا .
وتعلمنا الحياة ان المنافسة ليست في تقليد الآخرين في أساليبهم لتحقيق الأرباح،  وانما العمل بعقلية مختلفة عن عقيلة السائد ؛ عقلية مختلفة تخترق وتختصر الطرق للنجاح الأكيد.