نبض الدار
جريدة عمان

تتقلص الرقعة الزراعية في محافظة مسقط بسبب الزحف العمراني ، وقيام وزارة الاسكان بتخطيط الاراضي للسكني والصناعي والتجاري .
ومع ذلك تبقى الاراضي الزراعية رئة توفر لسكان مسقط هواء نقيا وبيئة متوازنة تملأ النفس اخضرارا ونقاء ، وملحوظة جهود بلدية مسقط في اضافة الاخضرار الى الطرق والدورات والتقاطعات مما خفف بعض ثقل تلوث الهواء من عادم العربات وخاصة الثقيلة التي تجوب مسقط من اقصاها الى اقصاها ، والتلوث الناجم عن المصانع.
ان كبر حجم محافظة مسقط يستوجب الحفاظ على المزارع فيها وتعزيزها ، وخاصة ناحية مدينة النهضة والعامرات والسيوح الملحقة بها، او الخوض ، فقساوة البيئة الجبلية الصلدة والحارة جدا توازنها البيئة الزراعية والسيوح التي تنتشر فبها اشجار الغاف والسدر والسمر.
لم يتسن لي حقيقة الاطلاع على نسبة المزارع والاراضي الزراعية الى النسبة الكلية لارض محافظة مسقط. لكن ما اجمل طريق السيب بمزارعة التي تعطي طابعا فريدا ومختلفا عن الطابع الخرساني الصلد والجاف المنتشر في كل مكان.
ان المساحات الخضراء والاشجار ترتبط بها العديد من المهن المهمة مثل رعي الحيوان او انشاء المناحل ، ناهيك عما تعطيه الارض الزراعية من محصول زراعي.
ولامتداد تخطيط الاراضي ، فقد اصبح النحالون  يشتكون من عدم تجاوب وزارة الاسكان معهم في تأجيرهم اراض في مسقط بصفة المنفعة لتربية النحل رغم استصدارهم موافقة وزارة الزراعة وتحقيقهم الاشتراطات المطلوبة. فيقول نحالو مسقط ، انهم كلما رأوا سيوحا تتناسب مع تربية النحل ، اجابتهم وزارة الاسكان انها مخططة لاغراض اخرى.
ويتبادر الى الذهن السؤال الاتي : نعرف ان اي تخطيط يشمل أراض سكنية واخرى تجارية واخرى صناعية بنسب معينة ومحسوبة ، فأين نسبة الاراضي الزراعية في هذه المخططات رغم اهميتها الشديدة ، فهي الرئة الواقية من التلوث والعوادم ،  وتلطيف درجات الحرارة ، وهي جمال للعين وجمال للمنظر مع ماتوفره من عائد زراعي وحيواني لسكان مسقط وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وقد لاحظت في بعض بيوت مسقط احتفاظ البعض ببقرة او ماعز رغم ضيق المنزل بسكانه . فاذا تسنت أراضي مؤجرة لهذه الاغراض للشباب الراغب، وفي اماكن تحددها وزارة الاسكان من باب الموازنة بين السكني والتجاري والصناعي والزراعي، أفلن يكون ذلك مصدر دخل وتكسب للراغبين العمل في مهن الزراعة والنحل وتربية الحيوان .