مجلة أثير الالكترونية
http://www.atheer.om/archives/443847/د-طاهرة-اللواتية-تكتب-هذه-تبعات-عدم-الك/
كلما زاد نضجنا ، وزادت خبرتنا في الحياة ، كلما شعرنا ان الكفاءة عملة مهمة جدا اذا أردنا البناء والتقدم ، واذا أردنا أن لا تكون اثمان التنمية عالية جدا . فهناك علاقة عكسية بين وجود انسان كفؤ في مكان ما بتكلفة التنمية ، فتقل التكلفة بوجود الكفؤ وتزداد مع عدم وجوده.
لذا ترتفع جدا أثمان التنمية في البلدان العربية ، فقد ابتلت دولنا العربية بارتفاع صوت الواسطة والعلاقات العامة . وان وجد الكفؤ، فالواسطة والعلاقات تعلو ولايعلى عليها ، مهما قيل من كلام مهم ومنمق وجميل .ومع ارتفاع أثمان التنمية ترتفع نسب الهدر ، وتزداد نسب التسيب .
لربما أبسط مثال لذلك وجود عاملة منزل غير كفوءة في بيتنا، أتينا بها بناء على توصية أخت عزيزة او صديقة مقربة.
تحتاج وقتا أطول للتدريب وجهدا مضاعفا للتعليم ، ومع ذلك لاتعطينا النتيجة المرجوة لأنها تفتقد الكفاءة أصلا ، فيذهب التدريب وأثمانه هباء. نحاول زيادة كفاءتها في البيت والمطبخ باقتناء المزيد من الأدوات المساعدة حتى نغطي نقص الكفاءة ، فنصرف أموالا إضافية. لكنها تهدر الإمكانيات التي تحت يديها ، فلا البيت نظيف ولا الطعام مستساغ . نرقع مع بذل المزيد من الجهد والمال والحوافز لها كي تعطي الافضل، لكن لاحياة لمن تنادي. بل تفرض طريقتها الفجة في إدارة الأعمال التي تحت إشرافها لتكون النتيجة وخيمة ، وقد تسبب خسائر كبيرة جدا ، فقد تتعامل مع اثاث غال باسلوب غير صحيح في التنظيف يعرضه للتلف والتشويه، فيكون مكانه المناسب مخزن البيت وليس المجلس او الصالة، وقد تاخذ سجادة عجمية من الحرير الخالص كلفتنا الاف الريالات الى سطح الدار للغسل والتنشيف تحت حرارة الشمس اللاهبة ، فتفسد السجادة في نصف نهار ، ولربما عرضت الأطفال وهم رأسمال نوعي وغال جدا ولايعوض، . الى مخاطر المرض او الحوادث او الموت.
ترى ما اكثر أضرار عاملة منزل واحدة غير كفؤة، ومااكثر مخاطر وأضرار مدير او مسؤول وحدة غير كفؤ ، فما بالنا إذا شكلوا أغلبية؟
رفضت جريدة عمان نشره / بلا تعليق
0 تعليقات