نبض الدار

جريدة عمان الاول من اغسطس 2017
tahiraallawati@gmail.com 
اصبح السوق الالكتروني منافسا قويا جدا للسوق المحلي ، وخاصة للعلامات التجارية المحلية. فقد اتسع السوق الالكتروني وتشعب ، واتخذ أساليب وطرق جذب جعلت الاعلان عن منتجاته تحت سمعنا وبصرنا ونحن نتصفح التطبيقات المختلفة في الجوال . في سهولة ويسر نرى الاعلانات التي تغري المرأة كما تغري الرجل ، مع كل انواع البضائع التي نتخيلها ، وفي احدث اصداراتها،  ومع خصم جيد وسرعة توصيل ولو كنت في بلاد الواق واق. 
كنا نشكو من سيطرة العلامات التجارية الخارجية على ذائقتنا ، والان اصبحت السيطرة اقوى واكثر تحكما ، فهي تغزونا في هواتفنا عبر غوغل ، فغوغل بامبراطوريته الالكترونية الضخمة اصبح يأتيك بالاعلان في الحاسوب والهاتف الجوال ،ومن خلال أي برنامج او تطبيق ، حتى لو كان تطبيقا لقراءة القرآن الكريم؟!!!
والسوق الالكتروني يحوي مانحتاجه ومالا نحتاجه،  بينما المحلي غارق في اسلوب طرح واعلان رتيب ، ويراوح في مكانه ، فلا خصومات مغرية جدا ، ولاتطوير كما السوق الالكتروني . لذا فالاسواق هادئة وحركة الشراء باردة  ، وتقفل محلات بسبب الخسارة ، وتفتح اخرى بدون اي جديد، مع شعور باليأس لدى أصحابها .
ان العماني في السوق المحلي  - ولااقصد الذي يديره الوافد ، فالوافد له طرق للجذب ، وانما اقصد الشباب العماني الطموح - اذا لم يتصرف بذكاء ، ولم يتصرف بطرق اكثر فاعلية وحنكة فانه سيخسر كثيرا  . ففي السابق كان امام تحدي العلامات التجارية الخارجية المعروفة، اما الان فهو امام اسلوب اعلان وبيع وحسومات مغاير ومنافس له بقوة . واذا استمر الحال هكذا ففي خلال سنوات لن يضطر الكثير من الناس للخروج من بيوتهم للتسوق .
ان امام السوق المحلي العماني فرصة قوية للتجديد والابتكار  ، لانه سوق واقعي وليس افتراضي ، فاذا  استخدم الاوعية الالكترونية للاعلان والجذب وطرح الحسومات ونافس بطرق مبتكرة ، اي استخدم ادوات السوق الافتراضي. فانه مايزال يملك مكامن القوة ، فقط عليه ان يقوم  بالفعل الضروري والمهم .