نبض الدار
tahiraallawati@gmail.com
هل أصبحنا نحن العمانيون نجلد ذواتنا بقسوة ؟ وكيف وصلنا إلى هذا الجلد ؟ ان نقد الذات ضروري جدا لتحقيق التقدم والنمو ، لكن جلد الذات يشعر الانسان بأنه خائب وغير نافع ، وأنه سيبقى هكذا خائبا. بدأنا ننحو إلى جلد الذات دون أن ننتبه ، متناسين ان العماني على مدى تاريخه عاش وتحمل أقسى الظروف وأصعبها ، كما عاش الرخاء والدعة. تحمل مسؤولية التجارة والدين، فجاب بأخلاقه العالم القديم من أقصاه إلى أقصاه، عبر البحار والأهوال والشدائد، فعرفه الآخرون تاجرا باشا خلوقا، أسر النفوس والقلوب ، فأحبته وأحبت دينه ، فدخلت الإسلام أفواجا بطواعية.
واجه الحروب الظالمة من البرتغاليين وغيرهم، فقاتل ببسالة وعظمة، وحرر أرضه ووطنه بسيفه وبأسه، فلم يجرؤ بعدها أن يطأ أرضه او يدنسها أحد من الغزاة وشذاذ الآفاق. عندما أقفلت في وجهه البحار بسبب الغزاة الجائرين الذين تسيدوا البحار ، عانى الفقر الشديد وشظف العيش ، فهاجر الى الغربة باحثا عن لقمة عيش كريمة له ولأسرته، وتحمل أنواع الغربة والويلات، وتحمل مرارة الحياة هناك بصبر وجلد سنوات طويلة جدا ، وكان له سجل فخر في تلك البلدان التي أحبته، وأحبت جلده وصبره على العمل.
الآن صرنا نجلد ذواتنا ، فالبعض منا يقول العماني لا يرضيه شئ ، ولا يمكن أن يرضيه شئ أبدا. والبعض يقول العماني ليس للعمل ولايستطيع تحمل مسؤوليات العمل ، ولم يخلق لذلك ، لذا نفضل الوافد عليه في كل الاحوال. والبعض يردد ان الام والاب العمانيين في واد وأبناؤهم في وداد آخر، وهما المسؤلان عن تدني نسب نجاح الابناء في المدارس. اما بعض الاعلاميين فيرددون هذه المقولات دون تبصر . ونتناسى أن جلد الذات من أسوأ الامور النفسية التي تؤثر سلبا ،فهي تراكم شعور النقص والإحباط وعدم الثقة بالنفس، والغرق في الفشل بعد الفشل. فهل هذا ما نريده لأنفسنا وعماننا؟
تم نشره في جريدة عمان بتاريخ 6 مارس 2018
tahiraallawati@gmail.com
هل أصبحنا نحن العمانيون نجلد ذواتنا بقسوة ؟ وكيف وصلنا إلى هذا الجلد ؟ ان نقد الذات ضروري جدا لتحقيق التقدم والنمو ، لكن جلد الذات يشعر الانسان بأنه خائب وغير نافع ، وأنه سيبقى هكذا خائبا. بدأنا ننحو إلى جلد الذات دون أن ننتبه ، متناسين ان العماني على مدى تاريخه عاش وتحمل أقسى الظروف وأصعبها ، كما عاش الرخاء والدعة. تحمل مسؤولية التجارة والدين، فجاب بأخلاقه العالم القديم من أقصاه إلى أقصاه، عبر البحار والأهوال والشدائد، فعرفه الآخرون تاجرا باشا خلوقا، أسر النفوس والقلوب ، فأحبته وأحبت دينه ، فدخلت الإسلام أفواجا بطواعية.
واجه الحروب الظالمة من البرتغاليين وغيرهم، فقاتل ببسالة وعظمة، وحرر أرضه ووطنه بسيفه وبأسه، فلم يجرؤ بعدها أن يطأ أرضه او يدنسها أحد من الغزاة وشذاذ الآفاق. عندما أقفلت في وجهه البحار بسبب الغزاة الجائرين الذين تسيدوا البحار ، عانى الفقر الشديد وشظف العيش ، فهاجر الى الغربة باحثا عن لقمة عيش كريمة له ولأسرته، وتحمل أنواع الغربة والويلات، وتحمل مرارة الحياة هناك بصبر وجلد سنوات طويلة جدا ، وكان له سجل فخر في تلك البلدان التي أحبته، وأحبت جلده وصبره على العمل.
الآن صرنا نجلد ذواتنا ، فالبعض منا يقول العماني لا يرضيه شئ ، ولا يمكن أن يرضيه شئ أبدا. والبعض يقول العماني ليس للعمل ولايستطيع تحمل مسؤوليات العمل ، ولم يخلق لذلك ، لذا نفضل الوافد عليه في كل الاحوال. والبعض يردد ان الام والاب العمانيين في واد وأبناؤهم في وداد آخر، وهما المسؤلان عن تدني نسب نجاح الابناء في المدارس. اما بعض الاعلاميين فيرددون هذه المقولات دون تبصر . ونتناسى أن جلد الذات من أسوأ الامور النفسية التي تؤثر سلبا ،فهي تراكم شعور النقص والإحباط وعدم الثقة بالنفس، والغرق في الفشل بعد الفشل. فهل هذا ما نريده لأنفسنا وعماننا؟
تم نشره في جريدة عمان بتاريخ 6 مارس 2018
0 تعليقات