نبض الدار

tahiraallawati@gmail.com
كنا في قلق على ظفار والوسطى وسكانهما،  ندعو الله تعالى أن يخفف عنهم ، وأن يجعله غيث خير ، وأن يفيد به العباد والبلاد ، وارتفعت الأصوات من حناجرنا في ليالي شهر رمضان المعظم،  وفي اكثر من بلد بالدعاء باللطف والعافية. 
ومع الاستعداد الجيد والكبير من كافة قطاعات الدولة وتآزرها معا للعمل أثناء الحالة المدارية ميكونو  استطاعت محافظة ظفار والوسطى ان تتحملا مرور هذا الضيف بأقل قدر من الخسائر البشرية. وهو مايشعرنا بالفخر ، وبأن أجهزة البلاد عندما تآزرت معا بعلم وفهم وعزيمة وإرادة من حديد خرجنا من الأزمة بتلك القوة ، بل هناك إصرار على معالجة الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والكهرباء والاتصالات والطرق وغيره في وقت قياسي ، وهو جار العمل فيه على قدم وساق.
كم شعرنا اننا أقوياء بحول الله وقوته بهذا التآزر والتنظيم في العمل . لقد اكتشفنا قوتنا الداخلية ، وأنه اذا توفرت الخطة الناجحة والارادة الحديدة فلا يمكن الا ان ننجح في تخطي أصعب اللحظات ، وجعلها محطة للتزود بالخبرة والمزيد من القوة والقدرة .
اكتشفنا قوتنا مع الخارج منذ زمن طويل عندما بدأت وشاعت الفتن في البلاد حولنا ، لكن عمان بقيت مستعصمة بعقل وإرادة من حديد في ان العيش المشترك خيار إسلامي وإنساني واخلاقي ، وفي انها لن تخوض خارجيا في هذه الفتن السوداء القبيحة مهما كان. فكان ماارادت ، واحترم العالم أجمع قرارها وإرادتها الحديدية التي جعلت عمان على قلب رجل واحد . بل كانت حمامة سلام بسعيها المتواصل لدرء الحروب القاتلة والمدمرة لمقدرات العالم العربي والإسلامي.  
اكتشافنا لقوتنا الداخلية مع الحالة المدارية التي مرت بها يجعلنا نتحسس هذه القوة المدهشة،  والتي نستطيع بها صناعة المعجزات داخليا ، والتغلب على التحديات الموجودة ، ومنها تنويع مصادر  الدخل في أسرع وقت ، وعدم الارتهان لمصدر دخل واحد،  والحفاظ على حد قياسي من التحويلات المالية للخارج ، والحفاظ على الرخاء الداخلي وتعزيزه  ، وضبط الترهل والهدر والفساد وغيره من الآفات التي قد تؤثر
 على مقدراتنا الوطنية.
تم نشره في جريدة عمان  يوم الثلاثاء29مايو 2018 بعد اقتطاع اجزاء منه