نبض الدار
http://www.omandaily.om/599556/

هناك ثقافة انتشرت بين الناس ان غير المسلم لايلزمنا التعامل معه بإحسان،  أو السلوك معه بما يرضي الله على اعتبار انهم كفرة وكتابيون ووثنيون . وعليه يكون سلوكه لدى سفره الى تلك البلدان سلوكا غير جيد ، فإذا سكن في فندق او شقة او شاليه ، او استاجر عربة فلا يحافظ على مافي يده باعتباره أمانه في عنقه، ولا يمانع في إساءة استخدامه وتكسيره او التعامل بغير حرص ، وعلى خلفية انهم كفرة وكتابيون.  وتتشرب أسرته هذا السلوك وتعمل مثله . لذا سريعا ما تبدأ الشكوى في تلك البلدان من السائح العربي الخليجي المسلم . وقد لاحظت انعكاس ذلك على سلوك أصحاب الفنادق والشاليهات وحتى المستشفيات ، فلا يتحرج صاحبنا من عدم دفع تكلفة العلاج بعد انتهائه،  فقد يغادر سريعا ويترك وراءه فاتورة ثقيلة بدون دفع . وتحضرني هنا عدة وقائع شهدتها في عدد من البلدان . ففي اكبر مستشفيات برلين لاحظت عدم فتح ملف لمراجع خليجي مريض -مهما كان- الا بعد الدفع المسبق ، وبحيث يغطي الدفع نفقات العلاج كلها  وحالات الطوارئ ايضا ، واذا تبقى مبلغ فيتم ارجاعه لاحقا . وعندما سألت عن هذا الإجراء الذي لاينم عن اي ثقة او انسانية ، ذكروا لي ان عددا كبيرا من المرضى الخليجيين لايدفعون بعد العلاج ويغادرون خلسة الى بلدانهم.  نلاحظ في القرآن الكريم كثرة الآيات القرآنية التي تدعونا إلى الأمانة والإيفاء بالعقود مع أي كان ، لكن للاسف يرى البعض انه لاعهد ولا أمانة ولا صدق مع غير المسلم،  لذا يصدر منه السلوك الشائن الذي يسئ إلينا والى ديننا الحنيف.
قبل فترة قصيرة أصدر بعض الفقهاء حكما بأن التاشيرة التي ننالها لدخول بلد غير مسلم تعتبر عقدا وميثاقا بيننا وبين ذلك البلد وسكانه،  وأن هذا العقد والميثاق يلزمنا بالأمانة والصدق والسلم والسلام ، وتأدية حقوق ذلك البلد وحقوق من نتعامل معه فيه، وإلا نؤثم .
كم هو الإسلام حريص على الإحسان إلى البشر سواء كانوا اخوة لنا في الدين او نظراء لنا في الخلق ، لكن يبقى البعض مصرا على الإساءة الى إسلامه والى الله تعالى والى نبيه بسلوكه الشائن لدى سفره إلى هذه البلدان لإجازة صيفية او علاج او عمل او غيره.

تم نشره في جريدة عمان  مع بتر وتغيير !!