نبض الدار
tahiraallawati@gmail.com
عملت الفنادق وخاصة الدولية الراقية على إرساء مجموعة من التقاليد والقوانين الصارمة ، والتي اصبحت على مر السنوات ضروريات لأي فندق يبغي الحفاظ على مستواه الرفيع ، ومن هذه التقاليد تغيير شراشف الاسرة والفوط يوميا ، رفاهية أصبحت ترهق الفنادق ، فيوميا هناك جبال من الفوط والشراشف وأردية حمام السباحة تنتظر الغسيل والتعقيم والكوي . وكما بدأت هذه التقاليد بدأنا نلاحظ التغيير التدريجي، فهناك بطاقة موجودة على استحياء على طاولة السرير ، وفي الحمام تتحدث عن توفير المياه والبيئة الخضراء ، وتعطي ملاحظة بلطف ، بأنه اذا رغبت بتغيير الفوط وشراشف السرير فاعلمنا بوضع البطاقة في مكان ما . بعض الفنادق اتخذت قرارا داخليا بتغيير الشراشف بعد عدد محدد من الايام . وصرنا نلاحظ وجود ملاحظة على استحياء أيضا بأن مياه الصنبور معقمة وصالحة للشرب، موجودة بجانب عبوات مياه الصحة . وكان بعضها حاسما عندما تخلي عن عبوات المياه في اوقات البوفيه المفتوح ، فالنادل يأتي بماء الصنبور في ابريق زجاجي او معدني انيق ، ويضعك امام الامر الواقع ببساطة شديدة . حتى البوفيه المفتوح لحقته التغييرات ، فالبوفيهات التقليدية الفخمة - عدا الافطار- والتي كانت تسبب التخمة وتلبك المعدة اصبحت تختفي ، ويستعاض عنها ببوفيه مقبلات وسلطات متنوع ، بدون طبق رئيس ، ونوع واحد او نوعان من الحلوى فقط.
بعض الفنادق الدولية كانت أجرأ في اتخاذ قرار بتعليق عبوة غسول يد ، وعبوتي غسول شعر وجسم ، تملأ كلما فرغت ، فلا مزيد من العبوات الصغيرة والمتنوعة والتي تفننوا فيها ، وكانت تسبب هدرا.
صنعت رفاهية بتقاليد وقوانين صارمة ، فرضت على كل الفنادق الدولية ، ثم تم الاكتشاف انها مكلفة جدا وباهضة ومضرة للانسان والبيئة المحيطة ، فقد اصبح دعاة الصحة في الغرب ينادون برفيع الصوت بأن عبوات مياه الصحة غير جيدة للانسان ، لأنها نوعية ضعيفة من المياه ، وان مياه الصنبور افضل وأحسن لتكامل الاملاح فيها !
نلاحظ هذه التغييرات السريعة عندما نسافر الى الغرب ، وندرك انها آجلا او عاجلا ستصلنا ، فهي مسألة وقت فقط ، وندرك كم من الامور المبالغ فيها كانت قوانين وقواعد وتقاليد صارمة وشديدة ، ثم اصبحت خلف الظهر ، فكما اخترعها أصحابها اصبحوا يتخلون عنها لعدم منطقيتها.
نشر في جريدة عمان الثلاثاء 30 اكتوبر 2018م
tahiraallawati@gmail.com
عملت الفنادق وخاصة الدولية الراقية على إرساء مجموعة من التقاليد والقوانين الصارمة ، والتي اصبحت على مر السنوات ضروريات لأي فندق يبغي الحفاظ على مستواه الرفيع ، ومن هذه التقاليد تغيير شراشف الاسرة والفوط يوميا ، رفاهية أصبحت ترهق الفنادق ، فيوميا هناك جبال من الفوط والشراشف وأردية حمام السباحة تنتظر الغسيل والتعقيم والكوي . وكما بدأت هذه التقاليد بدأنا نلاحظ التغيير التدريجي، فهناك بطاقة موجودة على استحياء على طاولة السرير ، وفي الحمام تتحدث عن توفير المياه والبيئة الخضراء ، وتعطي ملاحظة بلطف ، بأنه اذا رغبت بتغيير الفوط وشراشف السرير فاعلمنا بوضع البطاقة في مكان ما . بعض الفنادق اتخذت قرارا داخليا بتغيير الشراشف بعد عدد محدد من الايام . وصرنا نلاحظ وجود ملاحظة على استحياء أيضا بأن مياه الصنبور معقمة وصالحة للشرب، موجودة بجانب عبوات مياه الصحة . وكان بعضها حاسما عندما تخلي عن عبوات المياه في اوقات البوفيه المفتوح ، فالنادل يأتي بماء الصنبور في ابريق زجاجي او معدني انيق ، ويضعك امام الامر الواقع ببساطة شديدة . حتى البوفيه المفتوح لحقته التغييرات ، فالبوفيهات التقليدية الفخمة - عدا الافطار- والتي كانت تسبب التخمة وتلبك المعدة اصبحت تختفي ، ويستعاض عنها ببوفيه مقبلات وسلطات متنوع ، بدون طبق رئيس ، ونوع واحد او نوعان من الحلوى فقط.
بعض الفنادق الدولية كانت أجرأ في اتخاذ قرار بتعليق عبوة غسول يد ، وعبوتي غسول شعر وجسم ، تملأ كلما فرغت ، فلا مزيد من العبوات الصغيرة والمتنوعة والتي تفننوا فيها ، وكانت تسبب هدرا.
صنعت رفاهية بتقاليد وقوانين صارمة ، فرضت على كل الفنادق الدولية ، ثم تم الاكتشاف انها مكلفة جدا وباهضة ومضرة للانسان والبيئة المحيطة ، فقد اصبح دعاة الصحة في الغرب ينادون برفيع الصوت بأن عبوات مياه الصحة غير جيدة للانسان ، لأنها نوعية ضعيفة من المياه ، وان مياه الصنبور افضل وأحسن لتكامل الاملاح فيها !
نلاحظ هذه التغييرات السريعة عندما نسافر الى الغرب ، وندرك انها آجلا او عاجلا ستصلنا ، فهي مسألة وقت فقط ، وندرك كم من الامور المبالغ فيها كانت قوانين وقواعد وتقاليد صارمة وشديدة ، ثم اصبحت خلف الظهر ، فكما اخترعها أصحابها اصبحوا يتخلون عنها لعدم منطقيتها.
نشر في جريدة عمان الثلاثاء 30 اكتوبر 2018م
0 تعليقات