نبض الدار

tahiraallawati@gmail.com 

اصدرت دور النشر في فترة متقاربة مذكرات لشخصيتين عامتين ..احداهما معالي يحيى السليمى وزير التربية والتعليم السابق ،والاخرى لمعالى حمد الراشدي وزير الاعلام السابق .
صديقان بدآ حياتهما العملية معا ، في فترة مبكرة من حياتهما ، انطلقا من حارة العرين بمطرح حيث كانت نشأتهما . حملا الكثير من الود والحب لمطرح في ثنايا مذكراتهما، فقد فتحا أعينهما في مطرح ، وكان حواريها وسوقها العريق ومدارسها الخاصة، والمدرسة السعيدية بمطرح ساحة حياتهما الى ان اشتد عودهما.
سلط وزير التربية السابق الضوء على تجربته خلال عشر سنوات في وزارة التربية والتعليم ، كانت حياة غنية جدا ، اعتمد فيها على الخبرة العمانية التربوية ، واعطاها الثقة والدعم الكاملين كي تنطلق وتعطي وتبدع في مجال التربية والتعليم، ولم يتخل عن ايمانه بالانسان العماني وقدراته خلال رحلة عمله بالوزارة . كان يعمل بطاقة ألف رجل ، وقد شهدت فصولا من هذه الطاقة عندما كنت أعمل خبيرة في الوزارة ، وانطلق بالكثير من المشاريع التربوية المهمة اثناء فترة وجوده في الوزارة ، وقد سجلها في كتابه بتفصيل لمن أراد ان يطلع على تجربته الثرية.
اما معالي الراشدي ، فقد تحدث عن حياة ورحلة اعلامية زاخرة وثرية بدأت في السبعينيات وانتهت بنهاية فترة عمله في العام ٢٠١١.
بدأ حياته شابا صغيرا ، مذيعا ومعدا للاخبار ، وترقى علميا وعمليا بمثابرة واجتهاد في عمله الى ان أصبح وزيرا للاعلام . تحدث عن رحلة الاعلام العماني من بدايات بسيطة ومباني صغيرة الى ان اصبحت مؤسسة ضخمة توزعت على الهيئة العامة للاذاعة للتلفزيون ووزارة الاعلام .
يذكر في كتابه أهم محطات تطور الاعلام العماني المقروء والمسموع والمرئي ، والتحولات المختلفة لأداء الاعلام العماني ، والوجوه الاعلامية والبرامج والدراما العمانية التي حفرت لنفسها اسما في الذاكرة العمانية ، ويذكر المشاق التي تخللت هذه الرحلة الطويلة ، والصعوبات التي مرت بها، والتحديات التي عاشها خلالها.
الكتابان عصارة حياة اثنان من الوزراء تركا بصمة واضحة في مجالي التربية والاعلام،  وتركا الكثير من الخبرة الغنية والثرية يستفيد منها الشباب العماني .
نشر في جريدة عمان الثلاثاء 22 يناير 2019م