نبض الدار
tahiraallawati@gmail.com
تعمل السلطنة عبر ممثلياتها ووفودها الخارجية على جذب المستثمر الأجنبي للبلد ، للمساهمة في النشاط التجاري والاقتصادي للبلد . وفعلا فان سمعة السلطنة ، وماتتمتع به من موقع جيوسياسي ، وماتتمتع به من أمان ؛ يجعل الكثير من المستثمرين يتجه الى السلطنة ، باعتبارها مكانا مناسبا وصحيا . وكلما زاد الاستثمار في البلد ، كلما رافق ذلك المزيد من الحركة التجارية والصناعية والاقتصادية النشطة في البلاد ، مما ينعكس على الدورة الانتاجية ايجابا .
وسط التغيرات التي نعيشها ، فقد حضرت اكثر من حديث على اكثر من صعيد عن رغبة جيراننا في الاستثمار في السلطنة كالقطريين والعراقيين والكويتيين والايرانيين .
وقد كنت أتابع تفاصيل هذا الموضوع باهتمام ، فبلدنا يستحق هذه الفرص الاستثمارية ، ويستحق بفعل موقعه الجيوسياسي، وتاريخه الكبير ان يكون في الصدارة في هذا الجانب .
وكان مما تابعته ؛ ان هؤلاء المستثمرون بدأوا بدراسة الفرص الاستثمارية ونوعيتها ، وقد توصل البعض الى ان هناك منافسة معقدة مع نوعيات من المقيمين الآسيويين الذين لايرغبون بأن يشاركهم آخرون هذه الفرص . وقد نقل لي اكثر من واحد من المستثمرين انهم يلاحظون هذه المنافسة غير المريحة في قطاعات عديدة، مما يؤثر سلبا على قرارهم الاستثماري.
من جانب آخر اشتكى العديد منهم من طول وتعقيد الاجراءات ، والتي تستهلك وقتا وجهدا غير قليل لأجل ممارسة نشاط ما . وفعلا تناثرت الأنباءعن انسحاب البعض مؤثرا ان يعود بأمواله الى بلده ، او يبحث عن بلد آخر بديل.
ندري ان البعض يعتبرنا حديقته الخلفية ، فلا يرغب بأن تسكن عندنا الفرص الاستثمارية الضخمة ، والتي في ظنه قد تعيد عمان الى رونقها التجاري التاريخي . وندري ان البعض الآخر يرغب ان تبقى هذه الفرص مرهونة على المدى القصير والطويل لأبناء جلدته وبلده ، كي يستمر نزيف التحويلات المليارية خارج السلطنة . وقد كان لهم دور غير محمود في بث الشكاوى عبر الصحف وغيرها أثناء استحكام الازمة النفطية ، كي يعطوا الراغبين في الاستثمار في السلطنة انطباعا خاطئا ومغلوطا، ليبقوا هم المستفردون. وبين هؤلاء وهؤلاء ، وبين حقيقة ان النفط بين صعود وهبوط كل عقد او عقدين من الزمان ،بسبب الضغوط الدولية عليه ؛ لايبقى أمامنا الا العمل بقوة على جذب كل مستثمر، وتنويع الجنسيات وموازنتها، وتحقيق جو منافسة هادئ ومناسب للجميع، كي نحافظ على الاستثمار نشطا وقويا ، وذلك سيساهم في دفع العجلة الاقتصادية بقوة .
لكن لماذا لانتغلب على هذه المعوقات ؟ فالعمل عليها ليس صعبا أبدا . وذلك حتى تأتينا الفرص، وثم تبقى مرتاحة ومطمئنة ؟
نشر في جريدة عمان الثلاثاء 13نوفمبر 2018م
tahiraallawati@gmail.com
تعمل السلطنة عبر ممثلياتها ووفودها الخارجية على جذب المستثمر الأجنبي للبلد ، للمساهمة في النشاط التجاري والاقتصادي للبلد . وفعلا فان سمعة السلطنة ، وماتتمتع به من موقع جيوسياسي ، وماتتمتع به من أمان ؛ يجعل الكثير من المستثمرين يتجه الى السلطنة ، باعتبارها مكانا مناسبا وصحيا . وكلما زاد الاستثمار في البلد ، كلما رافق ذلك المزيد من الحركة التجارية والصناعية والاقتصادية النشطة في البلاد ، مما ينعكس على الدورة الانتاجية ايجابا .
وسط التغيرات التي نعيشها ، فقد حضرت اكثر من حديث على اكثر من صعيد عن رغبة جيراننا في الاستثمار في السلطنة كالقطريين والعراقيين والكويتيين والايرانيين .
وقد كنت أتابع تفاصيل هذا الموضوع باهتمام ، فبلدنا يستحق هذه الفرص الاستثمارية ، ويستحق بفعل موقعه الجيوسياسي، وتاريخه الكبير ان يكون في الصدارة في هذا الجانب .
وكان مما تابعته ؛ ان هؤلاء المستثمرون بدأوا بدراسة الفرص الاستثمارية ونوعيتها ، وقد توصل البعض الى ان هناك منافسة معقدة مع نوعيات من المقيمين الآسيويين الذين لايرغبون بأن يشاركهم آخرون هذه الفرص . وقد نقل لي اكثر من واحد من المستثمرين انهم يلاحظون هذه المنافسة غير المريحة في قطاعات عديدة، مما يؤثر سلبا على قرارهم الاستثماري.
من جانب آخر اشتكى العديد منهم من طول وتعقيد الاجراءات ، والتي تستهلك وقتا وجهدا غير قليل لأجل ممارسة نشاط ما . وفعلا تناثرت الأنباءعن انسحاب البعض مؤثرا ان يعود بأمواله الى بلده ، او يبحث عن بلد آخر بديل.
ندري ان البعض يعتبرنا حديقته الخلفية ، فلا يرغب بأن تسكن عندنا الفرص الاستثمارية الضخمة ، والتي في ظنه قد تعيد عمان الى رونقها التجاري التاريخي . وندري ان البعض الآخر يرغب ان تبقى هذه الفرص مرهونة على المدى القصير والطويل لأبناء جلدته وبلده ، كي يستمر نزيف التحويلات المليارية خارج السلطنة . وقد كان لهم دور غير محمود في بث الشكاوى عبر الصحف وغيرها أثناء استحكام الازمة النفطية ، كي يعطوا الراغبين في الاستثمار في السلطنة انطباعا خاطئا ومغلوطا، ليبقوا هم المستفردون. وبين هؤلاء وهؤلاء ، وبين حقيقة ان النفط بين صعود وهبوط كل عقد او عقدين من الزمان ،بسبب الضغوط الدولية عليه ؛ لايبقى أمامنا الا العمل بقوة على جذب كل مستثمر، وتنويع الجنسيات وموازنتها، وتحقيق جو منافسة هادئ ومناسب للجميع، كي نحافظ على الاستثمار نشطا وقويا ، وذلك سيساهم في دفع العجلة الاقتصادية بقوة .
لكن لماذا لانتغلب على هذه المعوقات ؟ فالعمل عليها ليس صعبا أبدا . وذلك حتى تأتينا الفرص، وثم تبقى مرتاحة ومطمئنة ؟
نشر في جريدة عمان الثلاثاء 13نوفمبر 2018م
0 تعليقات