نبض الدار

tahiraallawati@gmail.com 

نولد وتكبر معنا علاقتنا بأوطاننا، تكبر بداخلنا كما يكبر الطفل الصغير . نغذي هذه العلاقة بمزيد من زخم الحب الذي نشعره تجاه وطننا ، نرعاه ، نسمو به ،نفاخر أنفسنا وغيرنا بهذا الحب .
يكبر هذا الحب ويسمو على غيره من حب المناطقية الضيقة ، او حب آخر قد يضعف حب الوطن . فحب الوطن لايمكن ان نشرك به حبا آخر يضعفه او يضعف من الولاء للوطن . فلا نسمح لأنفسنا طرفة عين ان يضعف هذا الحب ، بل ينمو ويكبر كما تكبر الشجرة الباسقة المثمرة ، تكبر في قلوبنا ونفوسنا كل يوم  . ونغذي ذلك في نفوس أبناءنا وبناتنا كل حين. من يلومنا على هذا الحب  ؟ بينما رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وآله يقول : من مات دون وطنه فهو شهيد .
قد نعيش أوقاتا صعبة ، قد يقال لنا لماذا هذا التقديس للوطن ، قد يزعم ان هذا الحب يناقض الحب للانسانية   لكنه كله كلام لاقيمة له ولامعنى . الوطن مقدس ،  نذهب نحن ويبقى هو ، نغادر الحياة ويبقى هو ، يجمعنا ويحمينا ويظللنا ويظلل الأبناء والأحفاد ، وأحفاد الأحفاد من بعد ، وكل الاجيال القادمة ، كما كانت الاجيال السابقة.
قد تعلو الدعوات من هنا وهناك ، ذهب زمان الاشادة بالاوطان لصالح تقسيمات أخرى ، لكنها دعوات مغرضة وخبيثة وسامة جدا ، فحب الوطن أساس كل حب.
بوركت ياوطني في عيدك الأغر ، عيد الثامن عشر من نوفمبر ، بوركت ياوطني كبيرا مهابا مزدهرا رخيا آمنا وجميلا .
وبورك القائد الاب العزيز  -حفظه الله-  الذي فتحنا أعيننا على حبه ، وبقي هذا الحب شامخا وكبيرا ومزدهرا في قلوبنا ومايزال ، فقد ارتبط حب الوطن بحبه ، وحبه بحب الوطن.
وكل عيد وطني لوطني والجميع بخير.

نشر في جريدة عمان الثلاثاء 20 نوفمبر 2018م