حكاوي صباحية
الراتب التقاعدي للمتوفى !
كل من يعمل في الخدمة المدنية يتم خصم 7% من راتبه الأساسي لصندوق التقاعد، وقد كانت النسبة سابقا 6% فالراتب التقاعدي واحد من الإنجازات الإنسانية التي يستفيد منها الموظف لدى وصوله سن التقاعد، بحيث لا يبقى عالة على الآخرين لدى انتهاء خدمته.
وهناك نسبة كبيرة تساهم بها الدولة في الراتب التقاعدي للموظف إلى جانب اقتطاع نسبة الـ 7% من راتبه منذ أن يعمل وإلى وقت وفاته وانعدام مستحقي راتبه التقاعدي، وهو أمر يحسب للدولة.
وفي حالة وفاة الموظف سواء قبل أن يصل إلى سن التقاعد أو بعد وصوله إلى التقاعد حدد قانون الخدمة المدنية شروطا للأفراد الذين يستحقون صرف راتبه التقاعدي، وتتصل بأرملة المتوفى أو زوج المتوفاة أو الابن والابنة أو الأخ والأخت او الأب والأم، وتحدد المادة 28 هذه الشروط في بنود أ ، ب ، ج ، د ، هاء ، و ، ز. وهي شروط ليست سهلة الى حد كبير وقد نتفق مع وزارة الخدمية المدنية في هذه الشروط أو نختلف معها من حيث صعوبتها أو سهولتها، ففي معظم الشروط مطلوب شهادة وزارة التنمية الاجتماعية ، والتي لاندري هل تقوم ببحث اجتماعي لمعرفة وتقرير واقع الحال ، أم تكتفي ببيانات الأحوال المدنية وشهادة الشهود .
لكن من الملاحظ في المادة 28؛ أن الموظف إذا توفي أثناء الخدمة أو توفي لدى إحالته إلى التقاعد بوقت قصير ولم يستوف المبالغ التي دفعها منذ عمله إلى حين وفاته، وانعدم المستحقين لراتبه التقاعدي فلا يحق أن تعاد هذه المبالغ التي اقتطعت من راتبه طوال تلك السنوات إلى أحد من أهله، فنسبة الـ 7% نسبة كبيرة إذا تجمعت خلال حوالي أربعين سنة من عمله في مؤسسات الخدمة المدنية.
إن المستقيل من الوظيفة يحق له عدد من الرواتب بعدد السنوات التي عمل بها كمكافأة نهاية الخدمة، لكن يحرم المستقيل من الحياة من هذه المكافأة في حالة عدم استحقاق ورثته راتبه التقاعدي؟ أليست نسبة الـ 7% جزءا من راتبه الذي خدم به الدولة طويلا، وجزءا من عرقه الذي بذله؟
وهل صندوق التقاعد في حاجة الى هذه المبالغ التي اقتطعت من راتبه؟ لا أظن ان صناديق التقاعد تستفيد كثيرا من هذه المبالغ، فالدولة تضخ مبالغ لصناديق التقاعد تتمثل في نسبة المساهمة التي تقوم بها لموظفيها. لكن ورثته قد يستفيدون على الاقل لوضعها في اعمال خيرية تعود بالثواب على المتوفي، وان أكلوا وشربوا بها فهي أيضا تعود بالثواب على المتوفى.
إنني أعرض هذا الموضوع هنا بناء على طلب عدد من الإخوة الذين حصلت معهم حالة وفاة أثناء الخدمة، والمتوفون كانوا في مراكز وظيفية جدا جيدة، وحسب المحددات لم يستفد أي أحد من أقربائهم من رواتبهم التقاعدية، ونسب الاقتطاع من رواتبهم لم تكن بالهينة أو القليلة، فكلما كبر المركز الوظيفي للانسان زاد راتبه. والموت يزورنا جميعا بدون استئذان ويخطف الاحبة والاعزاء ايضا بدون استئذان. ومن المهم ان يضاف الى المادة 28 بندا آخر يتحدث عن الحالات التي توفت ولا يوجد مستحق لراتبها التقاعدي حسب الشروط الموضوعة في المادة، لكن يحق لورثته استرجاع المبالغ التي اقتطعت من راتبه طوال أربعين سنة من عمره أو أكثر أو اقل .
طاهرة اللواتية
tahiraallawati@gmail.com
جريدة الوطن (السبت 8 جمادي الأولى 1433هـ الموافق 31 من مارس 2012م )
الراتب التقاعدي للمتوفى !
كل من يعمل في الخدمة المدنية يتم خصم 7% من راتبه الأساسي لصندوق التقاعد، وقد كانت النسبة سابقا 6% فالراتب التقاعدي واحد من الإنجازات الإنسانية التي يستفيد منها الموظف لدى وصوله سن التقاعد، بحيث لا يبقى عالة على الآخرين لدى انتهاء خدمته.
وهناك نسبة كبيرة تساهم بها الدولة في الراتب التقاعدي للموظف إلى جانب اقتطاع نسبة الـ 7% من راتبه منذ أن يعمل وإلى وقت وفاته وانعدام مستحقي راتبه التقاعدي، وهو أمر يحسب للدولة.
وفي حالة وفاة الموظف سواء قبل أن يصل إلى سن التقاعد أو بعد وصوله إلى التقاعد حدد قانون الخدمة المدنية شروطا للأفراد الذين يستحقون صرف راتبه التقاعدي، وتتصل بأرملة المتوفى أو زوج المتوفاة أو الابن والابنة أو الأخ والأخت او الأب والأم، وتحدد المادة 28 هذه الشروط في بنود أ ، ب ، ج ، د ، هاء ، و ، ز. وهي شروط ليست سهلة الى حد كبير وقد نتفق مع وزارة الخدمية المدنية في هذه الشروط أو نختلف معها من حيث صعوبتها أو سهولتها، ففي معظم الشروط مطلوب شهادة وزارة التنمية الاجتماعية ، والتي لاندري هل تقوم ببحث اجتماعي لمعرفة وتقرير واقع الحال ، أم تكتفي ببيانات الأحوال المدنية وشهادة الشهود .
لكن من الملاحظ في المادة 28؛ أن الموظف إذا توفي أثناء الخدمة أو توفي لدى إحالته إلى التقاعد بوقت قصير ولم يستوف المبالغ التي دفعها منذ عمله إلى حين وفاته، وانعدم المستحقين لراتبه التقاعدي فلا يحق أن تعاد هذه المبالغ التي اقتطعت من راتبه طوال تلك السنوات إلى أحد من أهله، فنسبة الـ 7% نسبة كبيرة إذا تجمعت خلال حوالي أربعين سنة من عمله في مؤسسات الخدمة المدنية.
إن المستقيل من الوظيفة يحق له عدد من الرواتب بعدد السنوات التي عمل بها كمكافأة نهاية الخدمة، لكن يحرم المستقيل من الحياة من هذه المكافأة في حالة عدم استحقاق ورثته راتبه التقاعدي؟ أليست نسبة الـ 7% جزءا من راتبه الذي خدم به الدولة طويلا، وجزءا من عرقه الذي بذله؟
وهل صندوق التقاعد في حاجة الى هذه المبالغ التي اقتطعت من راتبه؟ لا أظن ان صناديق التقاعد تستفيد كثيرا من هذه المبالغ، فالدولة تضخ مبالغ لصناديق التقاعد تتمثل في نسبة المساهمة التي تقوم بها لموظفيها. لكن ورثته قد يستفيدون على الاقل لوضعها في اعمال خيرية تعود بالثواب على المتوفي، وان أكلوا وشربوا بها فهي أيضا تعود بالثواب على المتوفى.
إنني أعرض هذا الموضوع هنا بناء على طلب عدد من الإخوة الذين حصلت معهم حالة وفاة أثناء الخدمة، والمتوفون كانوا في مراكز وظيفية جدا جيدة، وحسب المحددات لم يستفد أي أحد من أقربائهم من رواتبهم التقاعدية، ونسب الاقتطاع من رواتبهم لم تكن بالهينة أو القليلة، فكلما كبر المركز الوظيفي للانسان زاد راتبه. والموت يزورنا جميعا بدون استئذان ويخطف الاحبة والاعزاء ايضا بدون استئذان. ومن المهم ان يضاف الى المادة 28 بندا آخر يتحدث عن الحالات التي توفت ولا يوجد مستحق لراتبها التقاعدي حسب الشروط الموضوعة في المادة، لكن يحق لورثته استرجاع المبالغ التي اقتطعت من راتبه طوال أربعين سنة من عمره أو أكثر أو اقل .
طاهرة اللواتية
tahiraallawati@gmail.com
جريدة الوطن (السبت 8 جمادي الأولى 1433هـ الموافق 31 من مارس 2012م )
0 تعليقات