حكاوى صباحية
السياح والاحترام المتبادل
هناك حرص من وزارة السياحة لتنشيط السياحة الخارجية ونرى أفواج السياح لا تكاد تنقطع عن ميناء السلطان قابوس على مدار العام وهناك تعاون من العمانيين ملحوظ مع السياح، لذا يشعرون بالراحة بين ظهرانينا ويقضون أياما جميلة رغم انهم بالكاد يشترون او يتبضعون ويتصرفون بحرية وراحة شديدة جدا وكأنهم في بلدانهم، يروحون ويجيئون وخاصة في سوق مطرح والطريق البحري ومطاعمه والمرافق السياحية في ولاية مطرح أو غيرها من ولايات السلطنة.
ونلاحظ زيادة أعدادهم؛ فهي سياحة مرغوبة لديهم في بلد عصري فيه كل الخدمات السياحية وغير السياحية وغني جدا في التراث والعادات والتقاليد والفنون والآثار وغيره من مقومات السياحة العالمية، كالتنوع المناخي والجغرافي وكذلك توفر أهم مقوم وهو الأمان ليلا أو نهارا، فنلاحظ السياح في أي وقت يروحون ويجيئون فرادى أو جماعات بكل الامان والاطمئنان وعنصر آخر يهتم به السياح عندما يفكرون بزيارة بلدنا؛ هوعدم وجود الاستغلال من ناحية الأسعار، فالاسعار مريحة وثابتة ونادرا ما يوجد أي غش للسائح .
وبلد مثل بلدنا نموذج للبلدان التي يتجه إليها السياح الأجانب ، فما هو متوفر لهم أكثر مما هو متوفر للسائح العماني داخل بلده، مثل حزم الاسعار الخاصة للفنادق والمنتجعات الحديثة والراقية وخدماتها ومطاعمها وكافيهاتها والرحلات الداخلية الى الاماكن السياحية في أرجاء السلطنة.
ويبقى أمر مهم وهو أنه كما يحترم المواطن العماني السائح ويساعده ويقف معه، فبالمقابل مطلوب أيضا أن يحترم السائح العمانيين وقيم بلدهم ومعتقداتهم، وجلهم لديه هذا الفهم، لذا عندما يهبطون من بواخرهم وطائراتهم أول مرة يسألون المسئولين في الميناء أو المطار؛ هل هناك شيء ما يتصل باللباس والعادات والتقاليد؟ وعندما يسمعون النفي المؤكد بابتسامة مرحبة جدا، فان نسائهن لا يألون جهدا في لبس ماهو عار ويكشف عن أكبر مساحة من أجسادهن وزيارة إلى سوق مطرح تجعلنا نرى العاريات من الشابات، والعجائز اللاتي بلغن من الكبر عتيا، ونشهد آثاره على البائعين وشلل المراهقين الذين يتبعونهن كظلهن حتى لا يفوتهم المنظر المثير الى النهاية، ولنشهد التداعيات الكثيرة والتي يخجل قلمي من ذكرها هنا، ناهيك عن خدش الحياء العام بهذا اللباس ، وسلوكيات أخرى تصدر منهن ورفقائهن من الرجال وكأنهم في غرف مغلقة.
إن وزارة السياحة وعدتنا بسياحة نظيفة تحترم قيمنا وتقاليدنا وتحترم الحياء العام، لذا نرجو منها ان تكون على الوعد، وان تزود المسئولين في الميناء والمطار بحدود اللباس والسلوك الذي لا يخدش الحياء العام، وإذا كانت السائح يسأل عن ذلك لدى وصوله الى أرض السلطنة فلماذا لا تبادر الوزارة إلى ذلك، وماذا سنخسر ؟ بل اعتقد سنكسب الاحترام والتقدير لأن للأمر علاقة بقيمنا وموروثنا وعاداتنا وتقاليدنا التي يدرك السائح جيدا أهمية احترامها.
واذكر اننا في بلدان سياحية في الشرق والغرب، لا نستطيع الدخول الى اماكن معينة بسبب أنه غير مسموح دخول النساء الا بعد إزالة شيلة الرأس والدخول عاريات الرأس. مع عدم وجود اية تعليمات بخصوص لباس النساء عند شباك التذاكر، فكنا ندفع قيمة التذكرة الغالية ولا نستطيع استعادة ثمنها لدى منعنا من الدخول، وليس تذاكر النساء التي تضيع هدرا بل ايضا تذاكر الرجال ، فكيف سيدخل الرجل وزوجته واخته وأمه يمنعن من الدخول ؟ ورغم سوء التصرف هذا لم نشهد انقطاع أفواج السياح، ففي النهاية السائح عليه احترام المكان الذي هو فيه.
طاهرة اللواتية
tahiraallawati@gmail.com
الوطن (24 ربيع الثاني 1433هـ الموافق 17 مارس 2012م )
السياح والاحترام المتبادل
هناك حرص من وزارة السياحة لتنشيط السياحة الخارجية ونرى أفواج السياح لا تكاد تنقطع عن ميناء السلطان قابوس على مدار العام وهناك تعاون من العمانيين ملحوظ مع السياح، لذا يشعرون بالراحة بين ظهرانينا ويقضون أياما جميلة رغم انهم بالكاد يشترون او يتبضعون ويتصرفون بحرية وراحة شديدة جدا وكأنهم في بلدانهم، يروحون ويجيئون وخاصة في سوق مطرح والطريق البحري ومطاعمه والمرافق السياحية في ولاية مطرح أو غيرها من ولايات السلطنة.
ونلاحظ زيادة أعدادهم؛ فهي سياحة مرغوبة لديهم في بلد عصري فيه كل الخدمات السياحية وغير السياحية وغني جدا في التراث والعادات والتقاليد والفنون والآثار وغيره من مقومات السياحة العالمية، كالتنوع المناخي والجغرافي وكذلك توفر أهم مقوم وهو الأمان ليلا أو نهارا، فنلاحظ السياح في أي وقت يروحون ويجيئون فرادى أو جماعات بكل الامان والاطمئنان وعنصر آخر يهتم به السياح عندما يفكرون بزيارة بلدنا؛ هوعدم وجود الاستغلال من ناحية الأسعار، فالاسعار مريحة وثابتة ونادرا ما يوجد أي غش للسائح .
وبلد مثل بلدنا نموذج للبلدان التي يتجه إليها السياح الأجانب ، فما هو متوفر لهم أكثر مما هو متوفر للسائح العماني داخل بلده، مثل حزم الاسعار الخاصة للفنادق والمنتجعات الحديثة والراقية وخدماتها ومطاعمها وكافيهاتها والرحلات الداخلية الى الاماكن السياحية في أرجاء السلطنة.
ويبقى أمر مهم وهو أنه كما يحترم المواطن العماني السائح ويساعده ويقف معه، فبالمقابل مطلوب أيضا أن يحترم السائح العمانيين وقيم بلدهم ومعتقداتهم، وجلهم لديه هذا الفهم، لذا عندما يهبطون من بواخرهم وطائراتهم أول مرة يسألون المسئولين في الميناء أو المطار؛ هل هناك شيء ما يتصل باللباس والعادات والتقاليد؟ وعندما يسمعون النفي المؤكد بابتسامة مرحبة جدا، فان نسائهن لا يألون جهدا في لبس ماهو عار ويكشف عن أكبر مساحة من أجسادهن وزيارة إلى سوق مطرح تجعلنا نرى العاريات من الشابات، والعجائز اللاتي بلغن من الكبر عتيا، ونشهد آثاره على البائعين وشلل المراهقين الذين يتبعونهن كظلهن حتى لا يفوتهم المنظر المثير الى النهاية، ولنشهد التداعيات الكثيرة والتي يخجل قلمي من ذكرها هنا، ناهيك عن خدش الحياء العام بهذا اللباس ، وسلوكيات أخرى تصدر منهن ورفقائهن من الرجال وكأنهم في غرف مغلقة.
إن وزارة السياحة وعدتنا بسياحة نظيفة تحترم قيمنا وتقاليدنا وتحترم الحياء العام، لذا نرجو منها ان تكون على الوعد، وان تزود المسئولين في الميناء والمطار بحدود اللباس والسلوك الذي لا يخدش الحياء العام، وإذا كانت السائح يسأل عن ذلك لدى وصوله الى أرض السلطنة فلماذا لا تبادر الوزارة إلى ذلك، وماذا سنخسر ؟ بل اعتقد سنكسب الاحترام والتقدير لأن للأمر علاقة بقيمنا وموروثنا وعاداتنا وتقاليدنا التي يدرك السائح جيدا أهمية احترامها.
واذكر اننا في بلدان سياحية في الشرق والغرب، لا نستطيع الدخول الى اماكن معينة بسبب أنه غير مسموح دخول النساء الا بعد إزالة شيلة الرأس والدخول عاريات الرأس. مع عدم وجود اية تعليمات بخصوص لباس النساء عند شباك التذاكر، فكنا ندفع قيمة التذكرة الغالية ولا نستطيع استعادة ثمنها لدى منعنا من الدخول، وليس تذاكر النساء التي تضيع هدرا بل ايضا تذاكر الرجال ، فكيف سيدخل الرجل وزوجته واخته وأمه يمنعن من الدخول ؟ ورغم سوء التصرف هذا لم نشهد انقطاع أفواج السياح، ففي النهاية السائح عليه احترام المكان الذي هو فيه.
طاهرة اللواتية
tahiraallawati@gmail.com
الوطن (24 ربيع الثاني 1433هـ الموافق 17 مارس 2012م )
0 تعليقات