حكاوى صباحية
تعجيز بعثات الماجستير والدكتوراه!
فرحنا واستبشرنا كثيراعندما أمر جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ بألف بعثة ماجستير ودكتوراه، وكأن جلالة السلطان لم يشأ إلا أن يغطي كل الجوانب التي يحلم بها الإنسان العماني؛ ومنها أن يعطي كل الفرص للمواطنين بأن يتعلموا تعليما رفيعا عاليا، فقد كانت البعثات للماجستير والدكتوراه قليلة، ولم تكن تصل إلا للمحظوظين والمقربين لمن في أيديهم القلم.
سارع المئات بفرحة كبيرة إلى فتح نظام القبول الموحد للاطلاع والتسجيل، وأخيرا تحقق الحلم الذي انتظروه سنين طويلة وسيحصلون على البعثة، فليس الكل يستطيع أن يأخذ أجازة دراسية للدكتوراه براتب، فالحياة في الغرب غالية جدا، وهو بحاجة إلى أخذ أسرته مرات كثيرة معه، فهل يكفي الراتب للصرف على أسرته وعلى احتياجاته الدراسية وسكنه وسفره في البلاد البعيدة.
وإطلالة سريعة على شروط التقدم جعلت الكثير يشعر بخيبة أمل شديدة، فهم بحاجة لمعجزة كبيرة لتحقيق هذه الشروط، وأولها الحصول على معدل ستة في اختبار الأيلتس للغة الانجليزية! وتساءلوا هل لا توجد سنة تأسيسية في اللغة الانجليزية في البعثة؟ عندما سألوا المختصين في وزارة التعليم العالي، قالوا لهم السنة التأسيسية في اللغة موجودة ضمن البعثة.
إذن لماذا معدل ستة في الأيلتس والمعتاد في السنوات الماضية كلها في بعثات الماجستير والدكتوراه 5 ونصف!! لماذا تغير المعتاد مع هذه البعثات؟ قالوا: لا نعلم الوزيرة أمرت بذلك لماذا يا وزيرة التعليم العالي هذا الشرط الشديد؟ إن الحصول على معدل ستة في اختبار الأيلتس لا يجعل الإنسان بحاجة لدراسة السنة التأسيسية في اللغة ، فلماذا بعد ذلك تدفع الدولة مصاريف السنة التأسيسية ؟ ولماذا يضيع المبتعث سنة من عمره في دروس للغة الإنجليزية مملة ومكررة له ؟؟
إن أول دفعة من المائتي بعثة لم يكتمل عددها، وقد أعلنت وزارة التعليم العالي أن 76 مقعدا بقي شاغرا لأن الشروط لم يستوفيها المتقدمون! هذا في أول دفعة ؟! ومن المؤكد أن الأمر سيتكرر في الدفعات اللاحقة.
فعندما تتبعنا الأمر لاحظنا أن معظم المستفيدين من الذين يعملون في الشركات الدولية الكبيرة في البلد وليس موظفين من وزارات الخدمة المدنية، فأكبر الوزارات لم تحز إلا على عدد أصابع اليد من المقاعد من المائتين! إن الشركات الكبيرة من المفترض أن توفر البعثات لموظفيها لا أن تكون عالة على الدولة في بعثاتها وكذلك ذهبت معظم البعثات لفئة معينة ومعروفة من العمانيين تجيد الإنجليزية إجادة تامة!! وليس لسائر العمانيين؛ رغم أن جلالته ـ حفظه الله ـ أمر بالبعثات لكل العمانيين.
إن قراءة لشروط التقدم تجعلنا نقرأ شرطا آخر وهو عمر المتقدم، فهل لا يجوز للمواطن الذي خدم الدولة طويلا بأن يستفيد من بعثة الدكتوراه وهو في عمر الخامسة والأربعين ؟؟!
لا ندري من الذي وضع هذا الشرط وهناك شرط ثالث حدد ألا يكون قد مر على آخر شهادة ست سنوات!! لماذا ليس سبعة أو ثمانية أو تسعة أو عشرة، لقد ذكرت في بداية حديثي أن الكثير من الموظفين الكفوئين انتظروا هذه البعثات طويلا وحلموا بها طويلا لضيق ذات اليد.
يقول المثل: يا فرحة ما تمت، ألف بعثة يأمر بها جلالته لكنها تفصل على مقاس غريب وعجيب من قبل وزارة التعليم العالي قد ترد وزارة التعليم العالي وتقول: إنها شروط الجامعات الخارجية؟ عذر عجيب أيضا، فلماذا لا تظهر هذه الشروط من هذه الجامعات عندما تكون إجازة دراسية يدفع ثمنها الدارس عبر مكاتب خدمات التعليم العالي وتظهر عندما تكون بعثة حكومية عبر وزارة التعليم العالي؟ إن قراءة سريعة على النت لشروط الالتحاق بهذه الجامعات تجعلنا نتأكد أن مصدرها ليس هذه الجامعات التي تتنافس بشدة للحصول على مبتعثين وزبائن أكثر من دول الخليج !!
طاهرة اللواتية
tahiraallawati@gmail.com
جريدة الوطن (السبت 10 ربيع الثاني 1433هـ الموافق 3 من مارس 2012م )
تعجيز بعثات الماجستير والدكتوراه!
فرحنا واستبشرنا كثيراعندما أمر جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ بألف بعثة ماجستير ودكتوراه، وكأن جلالة السلطان لم يشأ إلا أن يغطي كل الجوانب التي يحلم بها الإنسان العماني؛ ومنها أن يعطي كل الفرص للمواطنين بأن يتعلموا تعليما رفيعا عاليا، فقد كانت البعثات للماجستير والدكتوراه قليلة، ولم تكن تصل إلا للمحظوظين والمقربين لمن في أيديهم القلم.
سارع المئات بفرحة كبيرة إلى فتح نظام القبول الموحد للاطلاع والتسجيل، وأخيرا تحقق الحلم الذي انتظروه سنين طويلة وسيحصلون على البعثة، فليس الكل يستطيع أن يأخذ أجازة دراسية للدكتوراه براتب، فالحياة في الغرب غالية جدا، وهو بحاجة إلى أخذ أسرته مرات كثيرة معه، فهل يكفي الراتب للصرف على أسرته وعلى احتياجاته الدراسية وسكنه وسفره في البلاد البعيدة.
وإطلالة سريعة على شروط التقدم جعلت الكثير يشعر بخيبة أمل شديدة، فهم بحاجة لمعجزة كبيرة لتحقيق هذه الشروط، وأولها الحصول على معدل ستة في اختبار الأيلتس للغة الانجليزية! وتساءلوا هل لا توجد سنة تأسيسية في اللغة الانجليزية في البعثة؟ عندما سألوا المختصين في وزارة التعليم العالي، قالوا لهم السنة التأسيسية في اللغة موجودة ضمن البعثة.
إذن لماذا معدل ستة في الأيلتس والمعتاد في السنوات الماضية كلها في بعثات الماجستير والدكتوراه 5 ونصف!! لماذا تغير المعتاد مع هذه البعثات؟ قالوا: لا نعلم الوزيرة أمرت بذلك لماذا يا وزيرة التعليم العالي هذا الشرط الشديد؟ إن الحصول على معدل ستة في اختبار الأيلتس لا يجعل الإنسان بحاجة لدراسة السنة التأسيسية في اللغة ، فلماذا بعد ذلك تدفع الدولة مصاريف السنة التأسيسية ؟ ولماذا يضيع المبتعث سنة من عمره في دروس للغة الإنجليزية مملة ومكررة له ؟؟
إن أول دفعة من المائتي بعثة لم يكتمل عددها، وقد أعلنت وزارة التعليم العالي أن 76 مقعدا بقي شاغرا لأن الشروط لم يستوفيها المتقدمون! هذا في أول دفعة ؟! ومن المؤكد أن الأمر سيتكرر في الدفعات اللاحقة.
فعندما تتبعنا الأمر لاحظنا أن معظم المستفيدين من الذين يعملون في الشركات الدولية الكبيرة في البلد وليس موظفين من وزارات الخدمة المدنية، فأكبر الوزارات لم تحز إلا على عدد أصابع اليد من المقاعد من المائتين! إن الشركات الكبيرة من المفترض أن توفر البعثات لموظفيها لا أن تكون عالة على الدولة في بعثاتها وكذلك ذهبت معظم البعثات لفئة معينة ومعروفة من العمانيين تجيد الإنجليزية إجادة تامة!! وليس لسائر العمانيين؛ رغم أن جلالته ـ حفظه الله ـ أمر بالبعثات لكل العمانيين.
إن قراءة لشروط التقدم تجعلنا نقرأ شرطا آخر وهو عمر المتقدم، فهل لا يجوز للمواطن الذي خدم الدولة طويلا بأن يستفيد من بعثة الدكتوراه وهو في عمر الخامسة والأربعين ؟؟!
لا ندري من الذي وضع هذا الشرط وهناك شرط ثالث حدد ألا يكون قد مر على آخر شهادة ست سنوات!! لماذا ليس سبعة أو ثمانية أو تسعة أو عشرة، لقد ذكرت في بداية حديثي أن الكثير من الموظفين الكفوئين انتظروا هذه البعثات طويلا وحلموا بها طويلا لضيق ذات اليد.
يقول المثل: يا فرحة ما تمت، ألف بعثة يأمر بها جلالته لكنها تفصل على مقاس غريب وعجيب من قبل وزارة التعليم العالي قد ترد وزارة التعليم العالي وتقول: إنها شروط الجامعات الخارجية؟ عذر عجيب أيضا، فلماذا لا تظهر هذه الشروط من هذه الجامعات عندما تكون إجازة دراسية يدفع ثمنها الدارس عبر مكاتب خدمات التعليم العالي وتظهر عندما تكون بعثة حكومية عبر وزارة التعليم العالي؟ إن قراءة سريعة على النت لشروط الالتحاق بهذه الجامعات تجعلنا نتأكد أن مصدرها ليس هذه الجامعات التي تتنافس بشدة للحصول على مبتعثين وزبائن أكثر من دول الخليج !!
طاهرة اللواتية
tahiraallawati@gmail.com
جريدة الوطن (السبت 10 ربيع الثاني 1433هـ الموافق 3 من مارس 2012م )
0 تعليقات