حكاوى صباحية

ان حديثي الاسبوع الفائت عن تحرير الاعلام التربوي لاقى ارتياحا كبيرا عند الكثير من المسؤولين والتربويين ناهيك عن المعلمين . فقد كان الهدف من مقالي السابق تعزيز جهود الوزارة ؛ فهناك الكثير من الجهود التربوية بذلت وماتزال تبذل ، وهناك انجاز تربوي كبير تحقق منذ العام 1970 في الوزارة ومايزال الى اليوم وغد.

فوجود توافق وتطابق بين الوزارة والمعلمين في حاجة الى رسالة اعلامية متدفقة بين الطرفين بانسيابية وشفافية وباستمرار،  ليشارك المعلم في قرار بناء برنامج معين او تطويره أوتقييمه أوإلغائه  ، ولتبنى الثقة القوية بين الطرفين ، فيدعم المعلم هذه الجهود بقلبه وكيانه ، وهومدرك ان المسئولين والعاملين في الوزارة  يبذلون أقصى الجهد لبناء تعليم عماني راق ، ولايألون أي جهد في سبيله ، ويوازونه اخلاصا ووطنية وهم يبحثون عن أفضل تعليم للأبناء .

وكان للتباين أسبابا أخرى أيضا وهي: مطالبة المعلم بتحسين علاوة التدريس ، وايجاد سلم وظيفي مناسب لتطوره المهني يوازي تطورسلم الوظائف التربوية في الوزارة ، وكذلك دعم هياكل المدارس بوظائف أخرى مساندة تقلل العبء عن المعلم ، وأيضا حصوله على جرعات تدريب أكبر وأسع  . وقد تحققت الكثيرمن هذه الامور ، وبعضها قيد التحقيق باذن الله تعالى.

ان هذا التشخيص جعلني أتحدث عن تحرير الاعلام التربوي، فعملي في الاعلام التربوي لخمسة عشرة عاما  يجعلني على تماس يومي مع ردود أفعال المعلمين حيال دورالاعلام التربوي ، وان لايبقى الاعلام التربوي رهينا لتدخل ووصاية أصحاب البرامج والمشاريع  في الوزارة ، والذين يفرضون على الاعلام التربوي التكتم والسرية التامة وعدم الحديث عن برامجهم ومشاريعهم الى حين تطبيقها في الحقل التربوي ، وهذا يحرم البرنامج أثناء اعداده بان يأخذ فرصته في العرض على المعلم ومعرفة رأيه وأفكاره ومقترحاته النابعة من خبرته في الحقل التربوي ، مما يسبب رفض المعلم لبرنامج لم يشارك فيه وان كان ضروريا ومهما.

اننا اليوم امام ثلاثة برامج حولها التجاذب ، وهي:  مادة المهارات الحياتية في الصفين الحادي والثاني عشر ، المنهج التكاملي ، ومادة منهج البحث ، وإن العودة للمعلم – عبر الاعلام التربوي - للمشاركة في اتخاذ القرار بخصوصها أمر مهم حتى يتحمل المعلم مسئوليته الكاملة كطرف شارك في تدريس هذه البرامج ردحا طويلا من الزمن. وهو الذي عجنها وعركها مع الطالب في المدارس ، وعرف نقاط القوة والضعف فيها ، ويستطيع المساهمة برأيه في تطويرها إن أراد استمرارها ، فهناك ميزانيات كبيرة صرفت عليها . وان الحوار المتدفق والرسالة الاعلامية المتبادلة والمنسابة بين الوزارة والمعلم منوطة بالوصول الى حل يشارك فيه جميع الاطراف . فالخشية ان التجاذبات قد تفقدنا قيمة كل ماتحقق ويتحقق من منجزات توبوية مهمة.