حكاوى صباحية


رغم كل ما حصل في موسم السياحة في خريف ظفار من ازدحام شديد ، وعدم القدرة على الاستيعاب وغيره مما يخص توفير البنزين في الطرقات ، والازدحام في الطرقات وغيره ، وماأطلق من شائعات وكلام المغرضين سواء بالزيادة او النقصان . فانني لن أتوقف عنده طويلا في مقالي ؛ وانما سأتناول مبادئ رئيسية في السياحة وخاصة السياحة الداخلية والخليجية ، التي مافتئنا نتحدث عنها منذ ان بدأنا في التفكير في أن السياحة تثري .

حاليا البنية التحتية للسياحة عندنا لاتخدم الا السياح الأجانب الذين يسكنون في أفخر المنتجعات السياحية في عمان ، ويدورون في أنحاء البلد الاربع في سيارات الدفع الرباعي القوية جدا  ومرشد متمكن وبأسعار زهيدة جدا لانحصل عليها نحن المواطنون . ومن يرغب بالتأكد فما عليه الا التوجه الى مواقع الانترنت الغربية التي تطرح الحزم السياحية للغربيين في السلطنة بأسعار لانحلم بها ، وكأن السياحة أوجدت ليتمتعوا هم بكافة فئاتهم الفقيرة والغنية .

أما الفئة الثانية التي تخدمهم البنية التحتية المتوفرة عندنا ؛ فهم أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية الضخمة ، فيزدادون ثراء وكظة وبطنة ، ولايدفعون الا ضرائب زهيدة جدا .

ماتزال الدولة  تصرف وتدفع للسياحة ولاتستفيد ، ومايزال المواطن لايجد مايدعوه للفرح والاستفادة من السياحة . وأقلها الفنادق والمنتجعات نفسها ؛ الغالية السعر له وللخليجي والرخيصة جدا للغربيين ، فغرفة واحدة تكلف 200 ريال ، ووجبة تكلف 25 ريال  للفرد الواحد ، فما بالك بعائلة مكونة من 10 افراد مثلا . وثانيا عدم وجود مرافق في المواقع السياحية التي يزورها ، فالاماكن الجيدة للجلوس مزدحمة وضيقة جدا ، ولاتكاد تكفي ، لامظلات ولا استراحات ولاتسهيلات ، ولا أفكار تجذب ماعدا فقرات المهرجان التي تبدأ مساء، وتتكرر كل عام ، ولامطاعم في الاماكن السياحية جيدة ، ولامرافق صحية على الاقل رغم وعثاء الطريق وطول المسافة .

بلدان عديدة عريقة في مجال السياحة أثبتت التجارب فيها ان المراهنة على السياحة الأجنبية فاشلة ، فهي تابعة للمزاج الخارجي الدولي والظروف الوقتية ، فتوجهت الى منجم الذهب الذي يثري حقيقة ، وهي السياحة الداخلية . فأنشأت مرافق جميلة ، مفيدة ومهمة تجعل السياحة في متناول يد المواطن مهما زاد الازدحام والضغط على الامأكن السياحية ، وكثر العدد ؛ الا ان المتعة والاستفادة والسرور متوفرة للطفل والكبير والمرأة والرجل . وليس ذلك مجانا بل بأسعار في متناول يد الغني والفقير ، فتوجد تذاكريدفعها كل أحد مقابل الخدمات الرفيعة والجيدة  في هذه المرافق برضا نفس شديد ، وتصنع عوائد التذاكر تلا من الاموال كل يوم يذهب الى جيب الدولة ، فتعوض ماصرفته على المرافق ، وتضيف اليه المزيد من الافكار .

لاندري لماذا شركة عمران مشغولة ببناء المنتجعات الفخمة ، التي لايستفيد منها الا السياح الغربيين ، ونفر قليل جدا من الاغنياء . فمن سيسكن في منتجع غرفته تكلف 200 ريالا ووجبة طعام تكلف 25 ريالا للفرد الواحد . أليس الاولى ان تتجه الى المواقع السياحية العامة لتنشئ فيها مرافق ومشاريع جميلة ومبتكرة  تخدم السياحة الداخلية وتنشطها وتكثرها ، وتجعلها مدرة للاموال على الدوام ، وماأكثرها من مواقع تنتظرهذا الاستثمار منذ سنوات طويلة جدا  !