حكاوى صباحية


تلقيت العديد من الاتصالات من طلبة الكلية التقنية بمسقط ، فعددهم كبير جدا قد يصل الى عشرة الاف طالب وطالبة.

كانت شكواهم ان مسؤولي الكلية وعدوهم منذ أمد بعيد بمعالجة مشكلة مواقف سيارات الطلبة القليلة ، واعداد مواقف جديدة لاستيعاب الاعداد المتزايدة ،  فهم يعانون معاناة شديدة من قلة المواقف صباح كل كل يوم ، ولاجديد حول تنفيذ الوعود .

يلجأوون الى كل طريقة للتحايل لايقاف سياراتهم بالطول او بالعرض ، واستنفذوا كل الحيل والحلول ، يقطعون المسافات الطويلة مشيا في حر مسقط الذي يكتم الانفاس شهورا طويلة . فيصل أحدهم الى قاعته ، وقد علت روائح العرق الحادة والكريهة منه بسبب انصهاره تحت الشمس الحارقة طويلا.

يبدو أن أسوأ اختراع هو السيارة في عالمنا اليوم ، اختراع رأسمالي غيراقتصادي أبدا ، اختراع يخدمنا  لكنه بالمقابل يوجد مشاكل كثيرة جدا ، تستهلك الكثير من الجهود والاموال لمعالجتها . ومسقط أكبر شاهد لمجابهة مشاكل ازدياد عدد  السيارات منذ عشر سنوات  تقريبا، وقد سبقتنا مدن العالم الكبيرة في الغرق عميقا في هذه المشكلة العويصة واختراع الحلول الناجعة.  

أشهد أسبوعيا ورود ناقلات السيارات الجديدة المستقدمة الى الميناء ، فأضع يدي على قلبي وأقول أعانك الله يامسقط ! لامناص من ان نعالج آثار ازدياد عدد السيارات أولا بأول حتى لاتخنقنا ، وتخنق مسقط ومعالمها ، وتقضي على مكتسبات مدينتنا الجميلة على مدى العقود الماضية . المدينة الهادئة الوادعة التي لم تكن تعرف الازدحام وعادم السيارات ، لكن المؤشر بدأ منذ عشر سنوات يشهد ميلانا كبيرا لصالح الوجه القبيح للاختراع المسمى السيارة  .

مايزال طلبة الكلية التقنية – خاصة الطالبات - يرفعون سماعة الهاتف ، ويتحدثون مطولا عن مشكلة المواقف فيها والوعود الكثيرة التي لم تر النور . فالطالبة  تفضل الا تداوم ذلك اليوم عوضا عن ان تغرق وتعوم في عرقها الغزيرجدا ، وهي تقطع المسافة الطويلة جدا تحت الشمس الحارقة التي تذيبها كالشمعة ، ويصيح الطلبة قائلين : عندما تتواطئ الشمس مع الحرارة الشديدة مع عدم تنفيذ الوعود لحل المشكلة المستعصية فماذا نفعل أيها العقلاء ، أشيروا علينا بربكم !؟

شاركوني الرأي على صفحتي :