حكاوى صباحية


توجد لدينا شركات حكومية من كل نوع ، تتكائر وتزداد في معظم المجالات الا المجال الزراعي . قالوا لنا شح المياه ، وثم اكتشفنا ان مياه أحواضنا الكبيرة تحت الارض تسرق،  ويزرع بها الاخرون جنات واسعة  من محاصيل زراعية لم تخطر على البال .

مانزال نصرخ لدينا شح في المياه ، ووصل الصراخ المفتعل لدى البعض الى درجة رفضهم مشروع المليون نخلة الحيوي في مناطقهم ، رغم ان هذا المشروع له نظام ري لايعتمد على مياه الافلاج الموجودة .

جداتنا يقلن ان عمان كانت سلة فاكهة دول الخليج ، فقد كان الخليجيون يعتمدون على ماتورده اليهم السلطنة من خضار وفواكه وغيره .

لوكان لدينا مخزون نفط جيد ومرتفع لما فكرنا في الزراعة ، لكن هذا المخزون يتاكل بسرعة رغم الحركة النشيطة لاكتشاف ابار نفط جديدة ، والتي اغلبها يتفجر بالمياه الجوفية ! او بنفط ثقيل جدا غير قابل للتسويق حاليا ، فما تزال التقنيات الحالية لاتساعد على استثمار هذا النوع من النفط الثقيل .

يبدو انه لاخيار أمامنا الا التفكير في الزراعة ، فلا النفط كاف ، ولا السياحة تثري وسط عالم غربي مضطرب ماليا واقتصاداته على كف عفريت.

لاتزال تجربة هيئة التسويق الزراعي التي فشلت بسبب سلوك أفراد هي الماثلة أمامنا . ولا نفكر في شركة زراعية حكومية لبعض المحاصيل المختارة التي تنحو بنا الى اقتصاد زراعي وطني مربح وذي عائد مجد . فماذا لو فكرنا في رمان الجبل كمحصول اقتصادي يغطي مساحات واسعة من الجبل ، والشيكو العماني ذي الجودة العالية ، ومحاصيل اخرى بعضها موسمي وآخر دائم .

التاريخ يقول:  كانت عمان ملكة التمورالبسور والليمون . حاليا أصبح بعض جيراننا ملوك التمور بلا منازع ؛ انواع جيدة وكثيرة وتغليف رائع وأسعار مناسبة ، ويتوسعون في أفكار أخرى مثل دمج التمر بالشيكولاتة والكيك والبسكويت والمعمول ويصدرون الى جميع أنحاء العالم ومنها السلطنة. أما الليمون العماني فقد قضت عليه مكنسة العجوز .

نراوح في أماكننا ولانحاول الاستفادة من خبراتنا الوطنية القديمة الجديدة في المجال ، وتشكل دراسات البنك الدولي المشبوهة وبعض الاجانب المغرضين الخلفية المقدسة حول حظر الزراعة الاقتصادية في السلطنة .

طبيعة الاشياء تقول: شئنا أم أبينا فالزراعة هي عمان وعمان هي الزراعة ، نبحث عن مصادر دخل جديدة ، ونصرف في سبيلها مئات الملايين ولاندري النتيجة ، وبين أيدينا وتحت أقدامنا  مقومات زراعية جاهزة . قد نحتاج لصرف مئات الملايين لبناء بنية زراعية اقتصاية أساسية ؛ فقد تأخرنا كثيرا ، لكن العائد سيكون قويا وجيدا ودائما ومؤمنا لمستقبل أجيالنا القادمة ، فالارض الجيدة موجودة وأحواض المياه موجودة والعقل والخبرة العمانيان لايستهان بهما.