حكاوى صباحية
صرنا نشهد شيئا عجيبا في أسعار تذاكر
الطائرات ، فالتذكرة نفسها لبلد ما قبل شهر قيمتها ضئيلة جدا ، وبعد شهر ترتفع القيمة الى خمس أو
ست أضعاف ! المقعدان مجاوران في الطائرة نفسها ، وأحد شاغلي المقعدين يدفع أضعاف
مادفعه صاحبه !
ونلاحظ لدى الحجز بالانترنت ان في جلسة واحدة
اذا تم حجز مقعد لأحدهم الى الامارات ، فان الحجز التالي بعد 15 دقيقة لفرد آخر يزيد
السعر 10 ريالات ، وبعد ساعة يزداد 20 ريالا .
ويرتفع سعر الحجوزات لرحلات فترات الصباح أو العصر، وينخفض لرحلات آخر الليل أو الفجر لليوم نفسه .
قد يقول قائل : الأمر نفسه متبع في معظم
شركات الطيران . لكن هل هذا النظام يأخذ بالاعتبار الحالات والظروف الطارئة
للمواطن وماأكثرها ؛ ومنها السفر للعلاج ,
فنادرا جدا قد يستطيع من يذهب للعلاج ان يحجز قبلها بشهر ، وخاصة للأمراض الخبيثة
والخطيرة التي تكتشف فجأة .
إن الانسان يأمل كثيرا في الناقل الوطني .
أما أن يعامل المواطن الذي له ظروف خاصة للسفر مثل الوافد الذي يعرف أوقات إجازاته
وسفره سلفا ومقدما وقبلها بأشهرعديدة ، فان المستفيد الأكبرهو الوافد وليس المواطن
.
ان الطيران العماني حقق نجاحا كبيرا جدا ، عندما
اتجه في رحلاته صوب شبه القارة الهندية بلدان جنوب شرق آسيا ، فلا توجد محطة خليجية أوعربية
أقرب الى دول شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا من مسقط . وكل الطائرات العمانية – على مدار العام - تغادر ممتلئة الى آخرها ؛ ومايزال الناس يبحثون
عن مقاعد فيها . وسيحصد الطيران العماني نجاحا كبيرا مع تسيير الرحلات الى اليابان
وأكثر من مطار صيني وأندونيسيا والفلبين واستراليا ، فالعمالة الاسيوية كبيرة جدا في عمان ودول الخليج ، الى جانب ازدياد سفر المواطنين والخليجيين
والاخوة العرب للعلاج الى جنوب شرق آسيا ، وعلى الأخص تايلند وثم الصين ، الدولة
الواعدة بجلب أكثر مرضى العالم مستقبلا .
لربما كان الفشل في رحلات الطيران العماني
الى دول أوروبا لأن معظم الطائرات تغادر الى أوروبا شبه خالية ! بسبب التخمة
الشديدة في رحلات الطيران الخليجي والعربي اليها .
اننا نأمل من هيئة حماية المستهلك أن تدرس
وضع الناقل الوطني ، للسفرات الطارئة والمرضية للمواطنين ، فالمواطن الذي يسافر
للاجازة لابأس ان يدفع اكثر اذا لم يحجز قبلها بزمن ، فهو مسافر للسياحة والتمتع .
أما السفر الطارئ للعلاج أوالعمل فهو أمر يستحق النظر فيه ، وليس من الضروري أن
يعم ذلك الشركات الكبيرة التي تبتعث موظفيها للعمل .فالهدف هو المواطن الفرد
المتوسط والضعيف الحال اذا سافر للعلاج أو العمل .
0 تعليقات