حكاوى صباحية

اعلنت الارقام ان هناك 38 الف وافد في الادارة العليا في القطاع الخاص مقابل 1909 مواطن عامل في الادارة العليا. والمقصود بالادارة العليا من يتقاضون اكثر من 2000 ريال عماني شهريا ، وكانت نسبة الادارة العليا من العمانيين لمجموع العاملين العمانيين في القطاع الخاص 2.2%.  فعلا نسبة ضئيلة جدا جدا .
 تنبئ  هذه الارقام عن توجه وغرام شديد وقوي لدى القطاع الخاص بتفضيل الوافدين في الادارات العليا ، لاندري سببه ، فهل خلق العماني ناقص العقل والفهم عن الوافدين مثلا ؟؟
وقد ذكرت الاحصائيات انه في يناير الماضي تم تعيين 317 مديرا وافدا في الادارة العليا ، بينما لم يحصل أي تغيير للعمانيين في الادارة العليا .
اننا في حاجة الى حساب تفصيلي لمجموع الاموال التي يتقاضاها الوافدون في الادارات العليا ، ومستوى التحويلات السنوية الى بلدانهم .
 وفي حاجة الى تفاصيل اكبر عن هذه الشركات المغرمة بالوافدين في اداراتها العليا ، من حيث نسب الوافدين في اداراتها العليا على مرور السنين والعقود ، ونسب تزايدهم السنوي ، ومؤهلاتهم ، وايضا نسب العمانيين في ادارتها العليا والحراك الوظيفي لهم على مر العقود والسنين الماضية.لنكتشف أسباب هذا الغرام بالوافد على حساب مصلحة الوطن والمواطن .
عندما كان شبابنا العمانيين يبكون من سوء الاحوال وصعوبة الحراك الوظيفي في القطاع الخاص كنا نظنهم يبالغون كثيرا ،  وكنا نظنهم يسعون للعمل في مكاتب فاخرة ، لكن هذه الارقام وغيرها من الارقام التي كشفتها هيئة التأمينات الاجتماعية أوضحت الحقائق ، وجعلتنا نشعر بالحياء من مشاعرنا الساذجة تلك .
ترى كيف ستتعامل الجهات المسئولة مع هذه الارقام ومع هذه الشركات ؟ لتحسين أوضاع العمانيين في القطاع الخاص ، وافساح المجال لهم  لدخول نادي الوظائف الادارية العليا .
38 ألف وظيفة في الادارة العليا للقطاع الخاص ! رقم مهول جدا ، ومرتبط معه الرقم المهول للرواتب التي يتقاضها هؤلاء ال38 الف  ؟ فبعض الرواتب تكسر حاجز عشرات الالوف من الريالات .
ترى كم سيشعر المواطن بالتحسن في أحواله المادية عندما سيدخل  نادي الوظائف العليا في القطاع الخاص ، وكم سينعكس ذلك على رخاء المواطن والوطن بالتبعية .
ننتظر المزيد من الارقام لنعرف الشركات المغرمة بالوافدين ، ونرى الاجراءات التي تتخذ لتعديل الاوضاع فيها . ومنها مقولة ان خبرة الوافد أهم من شهادته مهما كانت ، بينما العماني لاشهادته ولاخبرته ولاعمانيته تشفع له لدى هؤلاء !! 
نشر في جريدة الوطن -السبت 23-3-2013 م
tahiraallawati@outlook.com