حكاوى صباحية
توجد
مستشفيات مرجعية حكومية في معظم المدن المهمة في السلطنة ، وهي مبان كبيرة وجميلة
، لكنها لم تخفف الضغط الكبير على
مستشفيات مسقط. وتكاد تنعدم القدرة على الاستيعاب السريع للحالات الجديدة التي يشك
بأنها خطرة ؛ مثل أمراض السرطان وغيره ، فتتأخر وتضع المصاب في دائرة الخطر والموت
.
فمعظم
هذه المباني الجميلة والضخمة تعاني نقصا في الاستشاريين والاختصاصيين، وفي الأجهزة
المهمة والعالية التكلفة .
بدورها
معظم المستشفيات الخاصة ليس لديها الاجهزة المهمة والاستشاريين الكبار ، فهي تعمل
كمراكز صحية أولية ، والارباح التي تحققها من ذلك كبيرة جدا ؛ وترى نفسها في غنى
عن تعميق الخدمة الصحية بصرف مبالغ لأجهزة واستشاريين وخبراء . فتحول أصحاب
الحالات الخطرة والمتأخرة الى مستشفيات مسقط الحكومية ، ويشكل الوافدون غالبية
المحولين.
وتنضغط
مستشفيات مسقط المرجعية أكثر وأكثر .
وأيضا هناك بعض الأمراض والحالات الجرثومية الخطرة يحملها الوافد من بلد منشأه ، وغير
معروفة لدى اطبائنا ، وتأخذ جهدا حتى تكتشف وتشخص ويتم التحكم بها ، ناهيك عن انتشارها
الخطر الى مرضى آخرين في أقسام العناية المركزة وأقسام الطوارئ .
ان
انشاء مستشفى مرجعي آخر في مسقط قرار مهم وصائب وسيقوم بدور كبير في تخفيف الضغط
الحاصل . الا أن تزويد المستشفيات
المرجعية الحكومية في المدن والولايات بالأجهزة والاستشاريين سيساعد على تسكين
الخدمات الصحية بكافة أنواعها الدقيقة في مناطقها . وسيساهم في تطوير الخدمة
الصحية عامة ؛فكل هذه المستشفيات المرجعية ستساهم مع مستشفيات مسقط في تطوير
الدراسات والبحوث الطبية، وبالتالي تطور الطب العماني بوتيرة أسرع وأفضل . كما
ستحل اشكالية تعمين مهنة الطب ، فواحدة من اشكاليات عدم القدرة على التعمين السريع
لمهنة الطب أن عدد الأسرة في المستشفيات قليل ، لذا من الصعوبة زيادة عدد
المقبولين في كليات الطب في البلاد لعدم توفر أسرة كافية للتدريب .
صحيح
أن ذلك سيحتاج الى اعتمادات مالية كبيرة ، الا انه استثمار طويل الأمد ومهم جدا وسيساهم في تطوير الخدمة الصحية
الحكومية للمواطن في منطقته ، وسيسهم في حل الاشكاليات السابقة على المدى الطويل
والنهائي .
0 تعليقات