حكاوى صباحية


ماأكثر الطلبة في جامعة السلطان قابوس الذين كانوا ولايزالون يوضعون تحت الملاحظة الاكاديمية ، طلبة من خيرة وصفوة خريجي الشهادة العامة ، وأصحاب المعدلات العالية ، فالجامعة تختارهم على الفرازة ونادرا جدا تصل معدلاتهم الى ال75%. 

وكانت الحجة القديمة والتي لاتزال تردد حاليا وان بنغمة أقل قوة ، هي أن مخرجات وزارة التربية والتعليم ضعيفة جدا ، فعاشت الوزارة في السنوات الطويلة الماضية ضغط هذا الكابوس ، رغم أن طلبتها في المدارس الحكومية كانوا هم الأكثر تفوقا حتى عن خريجي المدارس الخاصة الكبيرة والمعروفة والبلد  . ومع ذلك لم تتوقف الجامعة  ، وتسأل نفسها ترى هل هناك سبب آخر غير هذا السبب الذي يرد الكرة الى وزارة التربية.

عندما انفتح صراع السنة التمهيدية أو سنة التأسيس في الجامعة ، وأنها هدر في أموال الدولة  ؛ ليدرس الطلبة موادا مكررة درسوها في مدارسهم . وكيف بنظام تعليمي عال في الدولة نفسها لايعترف بمخرجات الثانوية العامة لديه ، ويطالب بالسنة التأسيسية.

وتنفسنا الصعداء عندما ألغيت السنة التأسيسية ،  وتم التعويض عنها باختبارات القبول في اللغة الانجليزية وتقنية المعلومات ، وبعض المواد العلمية لمنتسبي الكليات العلمية . واذا بنا نكتشف النجاح الجميل لمخرجات الثانوية العامة في اختبارات القبول الجامعية ، ودخولهم السنة الاولى دون المرور على السنة التأسيسية ؛ فوفرت الدولة أموالا طائلة.

لكن لايزال الكثير ممن يجتاز اختبارات القبول بسهولة يوضع تحت الملاحظة الاكاديمية !؟؟

ترى لماذا يتدنى معدل طلبة بهذا التفوق ، وهل هناك سبب آخر. تسنى لي متابعة اثنان من الطلبة المتفوقين جدا في مدارسهما ، واللذان اجتازا اختبارات القبول الجامعية ، ودخلا السنة الاولى في أهم كلية في الجامعة ، ويعيشان بين أسرتيهما في مسقط ، وليسا بعيدين عن متابعة أسرتيهما، أو ممن لهما عادات السهر والعبث  . واذا بهما بعد الفصل الأول يوضعان تحت الملاحظة الاكاديمية ،  ويوجه لهما انذار لرفع المعدل ، وتبعه الانذار الثاني بعد الفصل الثاني ، ولم يتبق الا الفصل من الجامعة بدون انذار ثالث. أحدهما وصل معدله الى أقل من واحد !

وعندما تابعت الموضوع اكتشفت ان الطالبان لهما مرشد بالاسم وليس بالفعل، ولم يقم  بواجبه أبدا ، ولم يجتمع بطلبته ، أو مارس الارشاد الاكاديمي معهما أو مع دفعتهما الصغيرة التي لم تتعد 15 طالبا .  وقاما الطالبان بتسجيل مواد الفصل الاول بدون فهم أو خلفيات واضحة عن النظام الاكاديمي ،  فكدس لهما المسجل موادا من هنا وهناك في الفصل الاول بلغت 18 ساعة كاملة ، قائلا لهما ، لابأس اذا رسبتما أو كان كان معدلكما ضعيفا في المواد ؛ فانه يحق لكما ان تعيدا أية مادة بلا حدود. لم يصدقا نفسيهما ، وخاصة مع العبء الدراسي الكبير ، وتبسما لبعضهما ، ياسلام ماهذا النظام الدراسي الجميل والمريح ؟؟!!

ومع وصول الانذار الثاني كانا لايزالان لايعرفان المرشد، ولايعرفان أن هناك معدل لدخول التخصص ومعدل عام ، وأن الرسوب ولو لمرة واحدة في المواد المطلوبة لدخول التخصص يعني الانحدار الحاد في معدل التخصص ، وعدم القدرة على رفعه في الفصل الثاني مهما أتيا من المعجزات ،  وأي رسوب لأي مادة يعني انحدار المعدل العام ، ولاهامش لرفعه الا بمعجزة أخرى  . وان النهاية تنتظرهما سريعا . وفعلا كانت سريعة جدا بالطرد من الجامعة في الفصل الثالث .

تذكرت نفسي وصديقاتي عندما دخلنا الجامعة ، وكم كنا قريبات من الغرق في لجة نظام تعليمي يختلف مائة بالمائة عن النظام المدرسي ؛ لولا المرشد الاكاديمي الذي كان معنا منذ أول خطوة، ودعمنا وأخذ بأيدينا ونحن نخطو الخطوات الاولى في هذا النظام الجديد علينا .