حكاوى صباحية

يبدو أن هناك قرار باغرق دولة عربية بعد دولة عربية في تفجيرات الارهابيين  الذي يضرب السكان والناس الآمنين.  وهانحن نشهد لبنان وهو يدخل هذه الدائرة بعد العراق والصومال واليمن وسوريا . ويبدو انها مسالة وقت حتى يأتي القرار بغزو التفجيرات الاعمى لمصر فالارهاصات بدأت فيها  ، وثم غيرها من الدول العربية ، والحبل على الجرار كما يقول المثل .

ويبدو أن أصحاب نظرية الفوضى الخلاقة لم يروا أخيرا غير هذا المسار لأخذ الدول العربية الى الدمار والموت البطئ  ، والانهيار التدريجي والغرق في أنهار الدماء ، وتدمير التقدم  .

فقد أصبح القتل مجانيا عبر هذه التفجيرات ، والتي لاتحتاج الا الى سيارة مفخخة يركنها صاحبها في مكان مكتظ بالسكان ، أو حزام ناسف يلفه حول جسمه ليدخل بين جموع الناس ، وثم يتبعها بانفجار آخر لحصد المزيد من الضحايا الأبرياء. أو رمي الهاونات من مكان ما .

وهناك من هو مستعد لفعل ذلك في أجواء  الشحن الطائفي الحاد ، الذي لا يهدأ الا لكي يبدأ حلقة جديدة من حلقاته السوداء . وعندما يأتي التفجير الارهابي يضرب الجميع بلا استثناء ، فيسقط الأبرياء من النساء والاطفال والرجال وتسيل أنهار الدماء .

ترى ماذا أعدت الدول العربية لمواجهة هذا النوع من الارهاب وهي ترى غزو التفجيرات بالتدريج لدولة بعد دولة  ، وماذا أعددنا نحن لمواجهته .

أصبح البعض عندما يشاهد مايحصل من تفجيرات يومية في العراق وغيرها يهز رأسه بملل دون أن يأبه للدماء التي تسيل يوميا، وتسجل أرقاما مفزعة من القتلى تصل الى مئات الألوف . مثلما صار الكثير يهز رأسه بملل منذ عشرات السنين بما يفعله الصهاينة يوميا مع الفلسطينيين في الأرض المحتلة من سجن وقهر وقتل وطرد وهدم لمنازل على رؤوس أصحابها .

فهل المطلوب أن نصل الى هذا الملل وعدم المبالاة ، وكأن الأمر لايعنينا ، وأن نعتاد هذا النوع من الدمار في دولة عربية بعد دولة  دون أن يحرك أحد ساكنا ، ونتعامل مع هذا الوباء الارهابي وكأنه قدر لامفر منه تواجهه دولة بعد دولة . فأين المنظمات العربية وأين المنظمات الاسلامية وأين المقدرات العربية ، وأين العمل العربي المشترك على الصعيد الأمني وغيره لوقف هذا الارهاب والتدمير البطئ للمقدرات العربية والانسان العربي . وأليس هذا النوع من الارهاب ضرب دولا أخرى غير الدول العربية ، وعرفت كيف توقفه عند حده ، وحاصرت مصادره ومنابعه وقضت عليه تماما ، ولم تعرف المستحيل لحماية سكانها ومواطنيها ومقدراتها .

tahiraallawati@gmail.com