حكاوى صباحية
ذكرت الصحف المحلية ان التصنيف العالمي QS للجامعات أعلن تراجع مرتبة جامعة السلطان قابوس
الى مابين 501-550 للعام 2013بعد ان كانت في العام 2012 تتراوح مابين 401 -450 ، اما في
العام 2011 فكانت 377 . لم تذكر الصحف بالضبط هل المرتبة هذا العام هي 549 أم 501
بل تركت مجال 50 مرتبة مفتوحا للتكهنات لدى الناس ، الذين فيهم المتفائل
وفيهم المتشائم ، وسط غياب الشفافية في هذا الاعلان .
عندما صدر التصنيف لأول مرة في العام 2011
استهجن الناس المرتبة 377 ، وأتت المبررات كثيرة جدا ، ولم تقنع أحدا . أما اليوم فالمرتبة
التي تعدت ال500 تثير الامتعاض الشديد و"الزعل
".
جامعة عزيزة جدا على نفوسنا ، ولها في
وجداننا الكثير من الحب والود ، فقد تعلمنا وعلمنا على مقاعدها وفي قاعاتها ،
وعشنا حلوها ومرها .
ماتزال أبواب الجامعة مقفلة على نفسها ،
ولاتريد الشفافية مع الاعلام والمجتمع ، وكأنها من عالم آخر ، وكأنها ملك لبعض
الأفراد المتنفذين في هذا المكتب أو تلك الكلية .
كانوا لاينفتحون على المجتمع كمؤسسة من
مؤسسات المجتمع الكثيرة ، وكانوا يرون أنفسهم فوق النقد البناء . وكانوا يحاولون
منذ نشوء الجامعة تحييد مايكتب عنها ، ويحاولون ألا يكتب شيئا عليها ، لذا افتقدت
الجامعة متابعة السلطة الرابعة لها عن كثب ، وافتقدت متابعة المجتمع لها .
ربما تغير الوضع قليلا منذ عامين ، فأصبحوا
اكثر تقبلا للنقد البناء ، ولكن الاستجابة بطيئة جدا ، فقد أصبحت العديد من كوادرها
تظن أنها من عالم معصوم وسام ، لايجوز له النزول الى أرض الواقع والاستماع لما فيه
ومن فيه . وجرت المياه الكثيرة ، وتشكلت
مسارات واجتهادات ، فمن شب على شئ يريد ان
يشيب عليه ، ولسان حاله ليسكت المتكلمون وليذهبوا الى الجحيم ؟؟
عزيزة جدا علينا الجامعة ، وان أنشئت عشرات
الجامعات الخاصة أو أنشئت جامعة عمان ،
وعزيز علينا جدا ان نرى هذه المرتبة المتأخرة لها في التصنيف العالمي .
ان فتح الجامعة أبوابها للاعلام ، لتناول قضاياها
المختلفة هو المنوط بأن تتقدم مرتبة الجامعة ، فهذه الرقابة المجتمعية هي عين
لصالح المؤسسة وليس ضدها ، فالرقابة والنقد البناء يأتي بالأفضل والأحسن ولايخيف ،
فما مايخيف الكتمان والبعد عن الشفافية مع المجتمع ، ولا يمكن أن يكون المجتمع
عدوا لجزء مهم وحيوي منه ومن مكتسباته . فهو العين الساهرة التي تبغي كمال الأمور
وجمالها . وأي مؤسسة عندما لاتريد ذلك فانها تريد الاستفراد والتقوقع على النفس ،
وان ترتكب الأخطاء وتجترها ، وتعيش تبعاتها ونتائجها السلبية التي تعود في محصلتها
ليس عليها وانما على المجتمع كله. فما يقال الان ؛ ان جامعة حكومية عمانية مرتبتها
متدنية جدا عالميا .
أرجو ألا تعود الجامعة للبحث عن مبررات هذه
المرتبة المتدنية ، فالمجتمع أصبح يقارن ويبحث ويقيم ، فقد أصبح العالم قرية صغيرة جدا.
tahiraallawati@gmail
.com
0 تعليقات