حكاوى صباحية
كان
الكل يرغب بأن تتوحد رواتب العاملين في الخدمة المدنية ، وكذلك منافع التقاعد ،
وقد عبر البعض عن هذه الرغبة بالمقالات والأطروحات والنقاشات المستفيضة خلال
الفترة الماضية، وكان حلما للكثيرين في
دولة المؤسسات الساعية بقوة الى العدالة الاجتماعية .
وعندما
أتت أوامر جلالته حفظه الله ورعاه ، فان المفاجأة كانت كبيرة وجميلة جدا ، فقد
تحقق الحلم وتحققت العدالة . ومرة بعد مرة يثبت جلالته بأنه عند حسن ظن مواطنيه ،
وأنه كان ولايزال يصنع لنفسه عرشا كبيرا في القلوب لن تغيره الأيام أوتبدله بمرور
السنين والعقود والقرون. دخلت الفرحة القلوب والبيوت ، فهناك حوالي 150 الف مواطن
وأسرهم ستستفيد من ذلك ، وفرح الوطن كله ، فالقائد مع نبض شعبه وأبنائه .
قد
يقرأ البعض بأنه زيادة في الرواتب فقط ، لكننا في الواقع نقرأه بأنه إرساء لدولة
العدالة الاجتماعية وترسيخ أركانها ، وجعلها مثلا وقدوة للآخرين . ونقرأ انه دفع لعجلة التنمية والتطوير في
البلاد ، فهو استثمار في الانسان صانع التنمية وأداتها ومنجزها . وأنه اعطاء قوة
لمراجعة وتطوير قوانين الخدمة المدنية
ولوائحه التي أصبح الكثير يستهين بها، وأصابها الشلل . وأن توضع موضع التنفيذ
الدقيق . وانها فرصة حقيقية لبناء نظام المحاسبية والمساءلة للموظف العامل في
الدولة ، فأي نظام للعمل يقوم على حقوق وواجبات ، وقد أخذ الموظف حقوقه كاملة ،
لذا يجب أن يؤدي واجبات وظيفته كاملة . عليه
نرجو من المشرع ووزارة الخدمة المدنية ألا يفوتوا هذه الفرصة ، وأن يرسى نظام المساءلة
والمحاسبية بقوة وحزم شديدين ، فقد أصبحت
الكثير من الوحدات تنام وتصحو على الترهل وعدم الضبط والربط والتسيب .
ان
المساءلة والمحاسبية يجب أن تتبلورا بشكل
أدق وأكثر حزما وقوة في لوائح تطبق ، وان تكن تقارير الأداء أكثر دقة، ولها دور حقيقي وفعال في تطور الموظف وتطور
العمل وتقدمه. فلا مجال للتسيب والتسويف والانغلاق في العمل .
ونرجو
..ونرجو ..ونرجو ان تغلق ثغرات الواسطة والمحسوبية بأنظمة المحاسبية والمساءلة ،
وأن لايكون كبار الموظفون بمنأى عن هذه القوانين ، فهم ليسوا فوق المحاسبية
والمساءلة- وفضائحهم كل يوم تؤكد ذلك . وأن تلزم جميع الوحدات بتقديم خطط
استراتيجية طويلة الأمد مستمدة من الاهداف الاستراتيجية العليا والرؤى المستقبلية
للدولة ، وأن تلزم بالعمل وفقها ، فقد صرنا نشهد انه كلما تغير رأس وحدة ما قام
بهدم ما كان قبله ، وبدأ من الصفر. فكيف
يستقيم البناء ويظهر التطور والتقدم في كل مرة تعود الوحدة فيها الى نقطة الصفر
وتبدأ من جديد ، وتهدر ماتحقق من منجز ، وماصرفت من أموال كثيرة وجهود بشرية .
شكرا
جلالتكم ، شكرا كبيرا في عيد ميلادكم العيد الوطني المجيد، والله يحفظكم ويسددكم ،
فأنتم الخير والفخر والذخر لنا ولعمان، وأنتم القائد النجيب الحكيم ذي البصيرة
الكبيرة ، وكل عام وانتم يافخرنا بخير وعز وسؤدد
، وأبناء عمان جميعا بخير وعز في ظلكم الوافر .
0 تعليقات