سعدنا جدا بالأوامر
السلطانية السامية حول مشاركة المجتمع في رؤية عمان 2040 م ، فالقرار يعطي وزنا
كبيرا للمشاركة المجتمعية في وضع هذه الرؤية . وهذا ينيط بالمجتمع مسؤولية كبيرة
للقيام بدوره في وضع هذه الرؤية بشكلها الأفضل والأحسن .
كان من ضمن أهداف الرؤية 2020م أن يتم تشجيع قيام قطاع خاص يتميز بالفاعلية
والقدرة على المنافسة ، وتدعيم الآليات والمؤسسات التي من شأنها أن تعزز الرؤى والاستراتيجيات
والسياسات المشتركة بينه وبين الحكومة .
اننا بلد يأخذ بالنظام الرأسمالي
، وهو الأمر الذي ينيط بالقطاع الخاص دورا رئيسيا ومهما جدا للقيام بالجانب الخدمي
، وكل المناحي التي تعمل فيها الدولة . فهل
لدينا فعلا قطاع خاص يتسم بالفاعلية هذه ، والقدرة على المنافسة في تقديم الخدمة
ونحن نقترب من العام 2020 م.
يشتكي القطاع ويقول لا ، ويقول أن
لديه قائمة طويلة من الاحتياجات التي يريدها من الدولة حتى يقوم بدوره الفاعل
والتنافسي .
ويقول المجتمع لا ، فالقطاع الخاص الى الان لايقدم تلك الخدمات التي تقدمها الدولة الا القليل جدا .
وبين هذين النظرتين تنشر الصحف يوميا العديد من الواقائع والأرقام ، بعض
منها يبين أن الحق لدى القطاع الخاص ، والكثير منها يبين ان الحق مع مايقوله
المجتمع .
ترى ونحن أمام الرؤية الجديدة
2040 م كيف سيتم التعامل مع هذه النقطة، وهل سيتم الاعتمادعلى الوقائع والأرقام التي
أفرزتها الخطط الخمسية السابقة ، ورؤية 2020م .
ان المجتمع يريد ان تكون الدولة
حاضنة لجميع الخدمات كي يضمن أن يأخذ حقه من هذه الخدمات بشكل سليم ومتناسب ، وهذا من مضامين الاشتراكية، وللاشتراكية
محاسنها وعيوبها ، ومن أفضل محاسنها أن الفقر ينعدم، وتعم العدالة الاجتماعية ،
وتصل الخدمة للجميع بلا تمييز . ومن مساوئها البيرواقية والترهل وغيره من الأمراض
التي أدت ببعض الدول .
وللنظام الرأسمالي محاسن ومساوئ ، أهم المحاسن أنه يشارك الدولة في تقديم
الخدمة مشاركة واسعة ، وأهم المساوئ انه يتعملق، ويصنع الطبقية والفقرفي المجتمع،
ويجير قرار الدولة لمصالحه وخدمتها . ففي
دول رأسمالية عديدة نشهد سيطرة شركات
النفط والسلاح على القرار السياسي فيها ، جنبا الى جنب انتشار الفقر والطبقية ،
فالولايات المتحدة لم توقع الى الان اتقاقية حقوق الطفل الدولية .
هل رؤية 2020 م تعطينا مؤشرا على اننا بحاجة الى نظام اقتصادي خاص بنا ،
ينبع من تجاربنا السابقة خلال ال43 عاما ودروسها وأرقامها ووقائعها كي يرتاح المواطن.
وأن لا النظام الاشتراكي ولا الرأسمالي نظامان مقدسان كي نأخذ بأحدهما ونحذوا حذوه
.
انها دعوة للاقتصاديين للمشاركة الفاعلة بالرأي والمشورة والأفكار
والرؤى ، فالدول التي أنتجت نظاما اقتصاديا على مقاسها وظروفها حققت التوازن ، ونجحت
نجاحا باهرا .
0 تعليقات