نبض الدار


من خلال متابعاتي الميدانية لعمل المرأة ،لاحظت وجود فئتان من النساء ، فئة درست ولديها طاقة عالية جدا  من حيث الجمع بين متطلبات الوظيفة ،ومتطلبات الأسرة من حمل وولادة وتربية وعناية بأفرادها . وهناك فئة درست ،لأنها تؤمن بأن التعليم عملية مهمة لتستطيع أن تهتم بأسرتها بشكل أفضل وأحسن ، لكنها لاتستطيع أن تجمع بين متطلبات الوظيفة ومتطلبات الأسرة ، فنراها فاقدة للطاقة والحماس ، ولديها صعوبات عديدة بسبب الجمع بين المتطلبين ، وتعيش تأنيبا للضمير مستمرا بسبب ذلك ، وتعيش قلقا مستمرا ، فتربية الأبناء ليس فقط توفير المأكل والمشرب ، وانما توفير جو نفسي وتربوي خاص للأبناء كي يجنبوا مخاطر هذا الزمان ، وينبتوا نباتا حسنا . لانلوم هذه المرأة ، فطاقة الانسان لها حد محدود ، ولايستطيع انسان تحميل نفسه فوق طاقته . وتخرج هذه المرأة للعمل بسبب شعورها وزرجها انهما محتاجان الى راتبها لتحسين حياتهما ، وتوفير متطلبات الأسرة اليوم ؛ من منزل خاص ، وتدريس الابناء في المدارس الخاصة , وتوفير رصيد للطوارئ ، وتوفير كماليات أخرى لايستطيع راتب الزوج أن يغطيها . وهذه المرأة عادة صريحة ، وتتحدث وتقول انها تعمل للحاجة الى الراتب لتحسين حياة أسرتها . وعادة بسبب توزع طاقتها وتشتتها ، فانها لاتستطيع الانجاز المبدع في عملها أو أسرتها كما تتمنى .

في وقت سابق صدرت بعض التسهيلات للنساء لتوريد مايقمن بانجازه في البيوت ، وكان الأمر يتصل بصناعة الاغذية والأطعمة . لكننا نفتقد نظرة متكاملة الى مشاريع ربات البيوت،  والنظر اليها كقيمة مضافة ، أو احتسابها كجزء من النشاط الاقتصادي العماني الذي يؤثر بايجابية على الناتج المحلي . فقد انحصر الموضوع في بعض الأطعمة التي تعدها المرأة في بيتها وتوردها . أوبضع بقرات تربيها المرأة  لبيع الألبان، أو عشرات من الدجاج ، والذي تتابعه وزارة الزراعة مشكورة في الريف .

ان العمل على وضع هيكل وآلية علمية وعملية مستفيدة من تجارب الدول التي قطعت شوطا في مضمار مشاريع ربات البيوت المتعلمات تعليما متوسطا أوعاليا ، مشاريع تنطلق في أكثر من جانب ونشاط ، وتشبع هوايات المرأة ، وفي الوقت نفسه تدر عليها دخلا جيدا وطيبا يغطي حاجتها المالية وماترغب به من تحسين معيشة أسرتها ؛ هو مانفتقده كي نحل اشكالية الكثير من النساء في المناطق اللاتي يضطررن الى ترك مناطقهن للعمل في مسقط في وظائف تستنزف طاقاتهن ، وتجعلهن يؤخرن سن الزواج الى حين أن يلقين شبابا مناسبا على استعداد ان يفتحوا بيوتا في مسقط ؛ حتى لاتخسر المرأة وظيفتها ، لتبدا بعدها الرحلة الصعبة للمواؤمة بين متطلبات الاسرة والعمل .

ان مضمار مشاريع ربات البيوت يسير على أقدام سريعة جدا في العالم ، ويتطور كل يوم ، فهذه المشاريع توائم المرأة وتحل اشكاليتها في تلك المجتمعات ، وتشجع العمل الحر ، وتعمل على تنشيط وتحريك النشاط التجاري بقوة ، لأنها تضيف عقولا وابداعات جديدة كل يوم جديد.