نبض الدار
tahiraallawati@gmail.com
كل يوم نشهد المزيد من السيارات وازدحامها في الطرقات . وأصبحت ارقام  ارباح مبيعات السيارات في بلداننا الخليجية  هدفا لكل شركة سيارات شرقية وغربية.لذا نشهد عروض البيع بالاقساط المغرية لمن  يرغب باقتناء سيارة رغم ان الاسعار لاتشهد هبوطا بل ارتفاعا كل عام . وانما هو القسط  الشهري الذي
يؤرق صاحبه خمس الى ست سنوات بعد الاغراءات  .
معظم الدول الغربية أنشأت شبكات نقل وطتي بدءا بالاتوبيس والترام وشبكات قطارات الانفاق في المدينة نفسها و شبكة القطارات السريعة التي تربط المدن والدول  . شعر الغربي منذ زمن طويل بانه ليس بحاجة الى شراء سيارة  للاسرة ناهيك عن شراء سيارة لكل فرد في الاسرة كما هو الحاصل لدينا .
لم تعد ثقافة امتلاك سيارة تستهوي الغربيين بسبب شبكة النقل العام المتنوعة والسهلة والرخيصة والسريعة طول البلاد وعرضها .
عندما تحدث الناس عن اهمية شبكة القطارات لربط الدول الخليجية قبل عقدين قيل  وقتها انها وسيلة نقل بالية وغير مفيدة ولااقتصادية .  في الوقت نفسه الذي بدأت فيه الدول الغربية بانشاء شبكات  القطارات السريعة التي تبلغ سرعتها 200كم في الساعة او اكثر .واستثمرت في المجال ونجحت نجاحا كبيرا . وليس بغريب ان توجد قطارات تسير الان بسرعات كبيرة جدا جدا .
لانشهد اليوم ازدحام المدن الغربية بالسيارت كما هو لدينا . ولانشهد لديهم  زيادة عدد السيارات المهول كل شهر كما هو لدينا. هم يصنعون السيارات و يبيعونها لنا وليس لمواطنيهم . يربحون مرتين مرة عندما ببيعونها لنا  وباسعار ترتفع كل يوم  ومرة عندما تبقى مدنهم خالية من الازدحام المروي وتلوثه ومشاكله  الكثيرة والمعقدة .
كل يوم تشهد مسقط توسعة في الطرق وفتح طرق جديدة لتحقيق انسيابية السير لكن بعد عدة شهور ومع ازدياد عدد السيارات يعود الاختناق المروري أسوأ مما كان . لابد ان سيأتي يوم لن يكون بالوسع عمل توسعة تستوعب حركة المرور وانسيابيتها . وستعجز كل الحلول التوسعية للطرق .
وهذا ماتم ادراكه عندما تم الاعلان عن بدء خطة للنقل العام . لكن هل ستكون الخطة البديل المغري والمناسب والمريح  لنا لتركنا سياراتنا واستخدام النقل العام . وهل سنبدأ في النقل العام حيث انتهى الاخرون ام لن تكون الا اجترار لتجربة سابقة  ويتيمة فشلت بعد عدد من السنوات. 
23فبراير 2014 جريدة عمان