نبض الدار

عدد من التوصيات صدرت في ندوة المرأة العمانية في العام 2009 ، والعديد من الأطر أنشئت للمرأة مثل منتدى صاحبات الاعمال العمانيات ، ومركز مسقط لصاحبات الاعمال ، وغيره من جمعيات المرأة العمانية التي أعطت مقرات ثابتة ودعما ماليا . وماتزال المرأة ترى نفسها تبعد الاف الأميال الضوئية عن الرجل الذي يخطو بخطوات كبيرة وواثقة في جميع المجالات .
فلاتزال مقولة المرأة عدوة المرأة تسود لدى من تتسنم مركزا ما ، فتحيط نفسها بالخبراء والمديرين من الرجال كما حصل ويحصل الى اليوم ، مبعدة النساء القديرات قدر الامكان . وماتزال الثقة مفقودة بين الرجل والمرأة، فلا تستطيع المرأة ان تختار مرشحها البلدي أو مرشحها في مجلس الشورى بمنأى عن توجيه الرجل الذي يتصرف كمن تستعر في نفسه رغبة الاستئثار بهذا المقعد . البعض يتصيد في الماء العكر ، فهناك من الخارج من يستثير المرأة ،    ويقول لها تقدمي الى المحافل الدولية وستجدين من ينصرك في معركتك الكبيرة هذه !!!؟
في موضوع المرأة كثر الطباخون وكثرت الآراء  ؛ فكثرت اللقاءات والمنتديات والاحتفاليات والاحتفائيات والصور مع المسؤولين الكبار ، ولم نر شئيا كبيرا وملموسا . كان الحديث عن استراتيجية للمرأة والطفل ثم عن استراتيجية للأسرة ثم عن استراتيجية للعمل الاجتماعي .
أظن اننا محتاجون في شأن المرأة الى قرار كبير بحجم القرارات الكبيرة التي تعودناها من جلالته - حفظه الله - كما عودنا في موضوع المرأة وغيره  ، قرار كبير ينهي كل هذه المراوحة والاحتفاليات والصور الاحتفائية التي تتكرر كل عام وتهدر الكثير من الاموال .
طوال تاريخ عمان الكبير لم يكن الرجل عدوا للمرأة مهما نالت من منصب كبير دنيوي أو ديني ، وتقبلها بصدر رحب . ولم تكن المرأة عدوة للمرأة كما تشيع بعض النساء اللاتي يصلن الى مراكز عليا . ان قراءة في هذا التاريخ تعطينا صورا جميلة أطرها التاريخ وحفظتها الذاكرة عن نساء ساهمن في صنع تاريخ عمان جنبا الى جنب الرجل. لكن عندما يكثر الطباخون يكثر الكلام  ، والكلام كلما قلبته زاد ، وكلما زادت الجعجعة قل الطحن .
ان جمعيات المرأة وصلت الى وضع أصبح فيه اطارها الحالي لايوائم المطلوب من المرأة اليوم ، والمطلوب عمله للمرأة اليوم  . منتديات نساء الاعمال ومركز صاحبات ويوم المرأة العماني لديهم الكثير من المناشط الاحتفائية التي تبقى في نتيجتها احتفائية . أما توصيات ندوة المرأة العمانية في سيح المكارم في العام 2009 فما تزال تنتظر التنفيذ الكلي .
نحتاج الى أطر وقرارات كبيرة حول المرأة يوقف كل هذه الجعجعة ؛ نحتاج الى اتحاد نسائي يرعى جمعيات المرأة العمانية ويجمع شتتات جهودها وينظمها وتكون له أجندة سنوية ضمن استراتيجية واضحة ومعلنة . نحتاج الى مركز دراسات استراتيجي للمرأة والطفل يأخذ على عاتقه مسؤولية كل مايساهم في تنمية وترقية دور المرأة في كافة المجالات، ويخدم الطفولة جنبا الى جنب . نحتاج الى كوتة نسائية في مجلس الشورى والمجالس البلدية حتى نسمع صوتا واضحا للمرأة ومشاركة حقيقية لها .
نشرت في جريدة عمان في 27-4-2014م