نبض الدار
خبر
مفرح جدا ؛ ستحتضن ولاية المضيبي مشروعا
للصناعات الثقيلة ، حيث سينشأ فيها مصنع لانتاج الحافلات . فهل دخلنا عالم الصناعات الثقيلة بعد طول تردد
وخوف من عدم وجود سوق عماني يستوعب منتجاته ؟
ان السنوات السابقة أثبتت ان سوق السيارات
المحيط بنا سواء في اليمن أو الشرق الافريقي متعطش ، فالالاف من السيارات
المستعملة تغادر السلطنة الى دولة مجاورة لتباع في هذه الاسواق ، وأصبحت
السيارات المستعملة تجارة رائجة تمارسها
بعضا من وكالات السيارات الكبيرة عندنا بعدما لاحظت مربحها الكبير على أكثر من
صعيد . وصار من يبيع سيارته يأخذ ريالات قليلة ، بينما تباع سيارته على مرمى حجر منه أو في بلد
مجاور بأضعاف أضعاف ماقبضه من الوكالة .
حلم
كبير أن تدخل عمان الى عالم الصناعات الثقيلة ، وأن نفتخر بصناعات عمانية ثقيلة
كما نفتخر بمنجزات عمانية أخرى . ولربما الخطوة الأولى في عالم الصناعات الثقيلة
التي تم اتخاذها مع مستثمر خليجي تدعونا الى التفاؤل بوجود فرص وظيفية حقيقية للشباب
العماني، والى انتعاش حقيقي للولاية الجميلة ، وتدعونا الى مراجعة ماجلبه لنا
المستثمر الآسيوي من مآسي ،ومن شفط رهيب للأموال في مشاريع لايستفيد منها الوطن
ومستقبله لا على المستوى القريب او البعيد ، الا أن تلهب نزعة الاستهلاك نارا وسط
تجولنا في هايبراته وعياداته التجارية التي تمتص أموالنا ، ولاتشغل أبناء البلد
الا نفرا أو اثنين بل تحشد بني جلدتهم حشدا فتدمر التوازن الديموغرافي في البلد .
انها مشاريع نفعية أنانية كالطفح على جلد
الوطن لاتؤسس لبنية اقتصادية عمانية قوية تصنع مستقبل البلد وتساهم في رخائه ، وفي
توفير فرص العمل للشباب العماني فتفيد وتستفيد ، بل تنسحب مع أي طارئ بعد ان امتصت
زهرة الاقتصاد العماني ردحا طويلا من الزمن
.
ان
الحكومة لها تجربة مهمة في انشاء شركات حكومية لبدء مشاريع استراتيجية ومهمة تكمل
البنية الاقتصادية للوطن ، وحلمنا وأملنا الكبير أن تكملها ببعض الشراكات مع
مستثمرين خليجيين وأجانب في الصناعات
الثقيلة ، والمشاريع الزراعية الاستراتيجية ، والتي تضيف للاقتصاد العماني ثقلا
ووزنا وقوة وتنوعا وتوازنا ، وتكون إضافة حقيقية الى الناتج المحلي العماني . وان تطرح
الحكومة أسهمها بعد نجاح المشاريع
وانتاجها للارباح الى الاكتتاب العام ، فيشارك المواطن مشاركة حقيقية في نمو
اقتصاد بلاده . وعسى ان يشجع ذلك بعض الرأسماليين العمانيين للاتجاه الى هذا
المنحنى مع مستثمرين أجانب حقيقين فيساهموا مساهمة حقيقية في بناء اقتصاد البلد ،
فيكفينا هايبرات تحتكر تجارة المواد الغذائية والبقالة ، وعيادات تبيع وهم الصحة .
نشر
في جريدة عمان ، الاحد 4-5-2014م
0 تعليقات