نبض الدار
طاهرة اللواتية
قرارا كبيرا قد تم اتخاذه لمكافحة الفساد وجيوبه
، ذلك الطفح الخبيث الذي يشوه المنجز العماني ، منجز يشيد به جيراننا قبل أن نشيد
به.
ومانراه
من قوانين تسن بهذا الشأن والقضايا التي يرفعها الادعاء العام ضد بعض الأفراد
والجهات لهو أمر طيب ويثلج الصدر ، وينبئ بأن الفساد في طريقه الى وضعه تحت النور ؛
تمهيدا لقطعه وانهائه بعد ان كبر كشجرة خبيثة مرة الثمر .
ان
للفساد محفزات ومنشطات وبذور تنتقل هنا وهناك تمهد الأرضية ، لينمو في بيئة مؤاتية
ومناسبة . ان بيئة المصالح الشخصية المتبادلة والوساطات والعلاقات " شيلني
وأشيلك " جعلت الفساد شجرة خبيثة ، وتحتل الرقم 61 في قائمة دول العالم .
فالشفافية
في الترقيات الوظيفية داخل الوحدات ، والشفافية في تحميل المسؤليات بعيدا عن الأمزجة
والمصالح الشخصية ، وان تعطى وزارة الخدمة المدنية صلاحيات رقابية تجعلها قادرة
على متابعة تطبيق قانون الخدمة المدنية بعد اضافة بعض البنود المهمة اليه ، وبأن
لايكون أحد في هذه الوحدات بمنأى عن السؤال والرقابة .
ولايكون
الأمر حكرا على وحدات الجهاز الاداري في الدولة
، فالشركات الحكومية تحول معظمها الى شركات عائلية ومعارفية مغلقة ، بسبب
نظام التوظيف البعيد عن الرقابة . وانجازها غير معروف جماهيريا واعلاميا الى أين
وصل. ولا توجد عين اعلامية تطالبها بما حققت من خططها السنوية واستراتيجياتها
القصيرة والطويلة الأمد ، أو ماتحقق من رؤيتها المستقبلية.
فالشركات
الحكومية العاملة في الشأن النفطي وبمنأى عن تناول الرأي العام والاعلام ، جعلتنا نشهد
اليوم بعض الأوراق التي كشفت الفساد عندما
أمنت الرقابة الاعلامية .
اننا
نفتخر ونعتز بكل منجز تحقق خلال السنوات الأربعين الماضية في أرضنا ، فقد تحقق
بالجهد والعرق والتعب ، ولانأمن على هذا المنجز من الفساد والنخر والسوس ، وتلك هي
طبيعة الأمور ، فليس من الممكن أن نصنع بيتا فاخرا صرفنا عليه دم القلب وجهد العمر
، ثم يبقى بدون متابعة ورقابة ، وتقصي دائم لأرضياته وسطوحه وجدرانه وأساساته
وأعمدته ، فيصلح ويصان ، ليبقى صالحا وسليما بعيدا عن الرمة والآفات .
نشر في جريدة عمان
0 تعليقات