نبض الدار

تجذبنا ناطحات السحاب في دول العالم ، فقد أضحت معلما لافتا في معظم المدن الكبيرة. ويتفنن اصحابها في بنائها ، بحيث تحول بعض ناطحات السحاب الى معالم سياحية تحوي العديد من الأسواق ومراكز الترفيه الاسري المتنوع ، والحركة التجارية الدائبة. وصرنا نتمنى ان تتحول منطقة من مناطق مسقط الى مقر لناطحات السحاب المتنوعة بعد أن بدأت الاراضي تضيق فيها. ونتحمس للفكرة كثيرا ، فالحداثة العمرانية في جانب من جوانبها تحمل الادهاش بجمالها الجديد الذي يضيف الى المدن الجميلة مثل مسقط جمالا فوق جمال. وقد يأتي البعض بحجج تتعلق بالأمن والسلامة ، رغم ان ناطحات السحاب أصبحت واقعا مرت عليه الكثير من السنين في مدن العالم دون أي اخلال يتعلق بالأمن والسلامة، او خطورة على أمن وسلامة ساكنيها . ان مسقط وهي تمتد في عمرانها اتجاه الباطنة او اتجاه فنجا تتيح العديد من المناطق المفتوحة على أكثر من اتجاه وطريق . لتتحول بوجود ناطحات السحاب الى مناطق مأهولة بالسكان وعلى أحدث طراز، مما يخفف الضغط على مناطق أخرى نحتاج فيها الى تخفيف الضغط مثل مطرح وروي والقرم والخوير والغبرة والعذيبة والسيب، سواء ضغط السكان او ضغط العربات التي أصبحت تخنق الطرق الرئيسية في هذه المناطق والولايات. وايضا تتيح مراكز تجارية جديدة ، وبؤر للحركة التجارية النشطة ، تضيف لمسقط المزيد من الحراك الاقتصادي والتنموي . مسقط الجميلة تحتاج دوما الى افكار خلاقة ومبتكرة حتى تكبر وتتوسع بفرادة وجمال ، لا ان تتحول مع الايام الى مدينة عجوز تعاني الازدحام والاختناقات المرورية برغم مايجري من عمليات توسيع للشوارع . ان شارع السلطان قابوس بحاجة الى تخفيف الضغط عليه حتى يبقى محافظا على جماليته وفرادته. والى أن تتشكل مناطق جذب أخرى في مسقط بعيدة نوعا ما عن هذا الشارع حتى لاتذبل وتبهت وتتهافت معالمه الجمالية . ان العملية ليست بالصعبة والمعقدة ، فقد رأينا مدنا خرجت من الموت بسبب الازدحام المروري والاختناقات والعودام وضيق المساحات الخضراء وانعدامها الى الحياة والنمو والازدهار والابهار . فما بالنا بمسقط الجميلة التي تحتاج  فقط الى لمسات قوية ومبدعة وحاسمة خلال هذه السنوات الحاسمة كي تنعم بهدوئها وجمالها وألقها طوال عمرها.
صحيفة عمان الاحد15 يونيو 2014
للتواصل مع الكاتبة: tahiraallawati@gmail.com