نبض الدار
عندما تختبرنا الحياة وتعطينا مولودا به أمر ما غير طبيعي ، فان الدنيا تسود أمام أعيننا  فالانسان يتمنى ان يكون  أولاده أفضل منه ، فما بالنا اذا ولدوا وبهم أمر ما غير طبيعي .
ويبقى الأمل الذي يجعل الانسان يبحث عن كل ما يجعل طفله قادرا على ان يعيش حياة سوية وجميلة ، حياة تشعره بأنه ليس أقل من أي طفل طبيعي .
ان ولادة طفل متوحد خيار ليس في يد الآباء والأمهات  ولكن خيار ان لايعاني هذا الطفل وان يعيش حياة مناسبة هو مايبحث عنه الآباء والامهات .
وهكذا قصة هذه الام التي لديها طفل متوحد ، وآخر أصغر منه. لقد طرقت كل الأبواب ، فعرفت ان هناك مؤسسات خاصة واهليه تقدم العناية اللازمة لأطفال التوحد كي يتجاوزوا محنة التوحد ويعيشوا حياة طبيعية تسمح لهم باستثمار قدراتهم وطاقاتهم عندما يبلغوا مبلغ الشباب.  وعرفت ان وزارة التنمية الاجتماعية تقوم بتغطية نفقات اطفال التوحد الذين يلتحقون بهذه المؤسسات،  على أساس انها في طور تزويد مراكز الوفاء بخبراء واخصائيي التوحد ،  وهو أمر سيأخذ بعض الوقت ، لذا فهي تغطي نفقات الاطفال حاليا.
توجهت الى وزارة التنمية ويحدوها الأمل ، فهي محتاجة لتمويل الوزارة نفقات طفلها كونها غير قادرة ماديا ، بسبب ضعف راتب زوجها وكثرة التزاماته المالية .في الوزارة قيل لها ان تتوجه الى مراكز الوفاء . انها تدري ان مراكز الوفاء لاتوجد بها الكوادر.وتتساءل مالمعايير التي تحددها وزارة التنمية الاجتماعي لاختيار الاطفال الذين تغطي نفقاتهم . وهل المعايير تشمل قدرة وعدم قدرة الوالدين ماليا . ولماذا لاتعلن هذه المعايير  وتكون واضحة للجميع ومعروفة وسط قلة الفرص . فالشفافية تريح كل انسان وتعطي كل ذي حق حقه ، فترتاح النفوس وتهدأ . انها تعيش قلقا وسط مراجعاتها للوزارة وشعورها بان الايام تمر وطفلها ينتظر ، فهناك فترة حرجة اذا لم يتم استثمارها مع طفل التوحد فان الاعاقة تلقي بظلالها عليه ، فلا يستطيع ان يخرج من إسار سيطرتها طوال العمر . فما تقولين ياوزارة التنمية ؟!
للتواصل مع الكاتبة: tahiraallawati@gmail.com
تم النشر فيﻻجريدة عمان الاحد 8يونيو2014