نبض الدار
رمضان مبارك عليكم أحبتي الشهر المبارك ، نستقبله بكل الحب والترحاب والشوق ، ويستقبله بعضنا بالتسوق لكل جديد من الاغراض المنزلية والمأكل والمشرب، فيعطف على هايبر ما ، يأخذ منه الكثير من حاجاته. عندما فكر اخوتنا واخواتنا في اعتصام عن العمل في احد الهايبرات بعد أن أعيتهم الجهود لنيل حقوقهم الوظيفية ، فانهم فكروا ان ايام الاستعداد للشهر المبارك اياما مناسبة كي يشعروا صاحب العمل بمعاناتهم التي طالت سنين عديدة . العديد من الحقوق التي حرموها وسجلوها في رسالتهم ، وكان أنكاها ان يأتي الاسيوي بعدهم الى الوظيفة ، وينال وظائف وترقيات وظيفية ومالية افضل منهم لمجرد انه اسيوي . هل وقفنا معهم ، ام ذهبنا الهايبر وحاجات رمضان في قائمة طويلة في يدنا، ثم اشتريناها وخرجنا دون ان نعبأ بمعاناة اخوتنا خوفا من دفع بعض البيسات الاضافية في هايبر آخر ، او تغيير عادتنا بالشراء منه. انهم أملوا فينا كثيرا جدا ، فهل نتركهم ، بينما الهايبر يرتكب مايخالف القانون ، فيأتي بموظفين اسيويين لهم وظائف أخرى ليقوموا بوظائف المضربين ولايهتز له جفن. وفي أحد لايدخل المعتصمات ،ويهينهن ويتركهن للشمس، بينما نحن نشتري في الداخل ونردد في صلف: الهايبر لن يخسر اذا لم نشتر نحن العمانيون ، فالاسيويين الكثيرون الذين يشترون سيغطون ؟! ان من يردد هذا الحديث يتشابه بمن ينصحني ويحذرني ويهددني بان أكف عن الكتابة عن الآسيويين ، ويلبس ثوب الناصحين الذين يفهمون اقتصاد البلد ، وانه سينهار اذا طالبنا بتحديدات على الاسيويين ، وبايقاف تجارتهم المستترة ، ولوبياتهم الخطيرة ، وضرورة مراجعة وتقييد تسهيلات المستثمر الاجنبي. وشددنا على دخولهم البلد في العديد من الوظائف المتخصصة والعليا في القطاع الخاص. يتشابه من يشتري من هذا الهايبر بهذا الناصح والمهدد. لأنه وضع نفسه في غير خانة مصلحة الوطن ومواطنيه ، واختار خانة مصالحه الخاصة. نعم الاسيوي يتخذ بعضنا حصانا ليصل الى اهدافه في التمكن الكامل من مقدرات البلد ، ويغدق عليه خدماته الكثيرة وجمايله ، وفي الهايبر يشغلنا ببعض البيسات التي يخصمها لنا وياخذها أضعافا بطرق اخرى. قبل سنوات قليلة عندما كنا نسمع ان نسبة الوافدين مقابل المواطنين تسعة الى واحد في احد البلدان الشقيقة والقريبة ، كنا نحمد ربنا على الوضع المطمئن في عمان، ونظن انفسنا بمأمن . لكن اليوم وبعد سنوت قليلة جدا اصبح الاسيويون تقريبا 50% ونحن العمانيون 50% . وفي مسقط والمدن الكبير اصبحنا بنسبة واحد الى اثنين من الاسيويين . وضع تشكل في اقل من عدد قليل من السنوات، وبرزت مشاكلهم بقوة على صعيد الوظائف والتجارة ،وتدمير العمالة الوطنية ،والمداخيل المهولة والاحتكارات والغش والسرقات ، ومشاكل المرور ، ومشاكل الاحياء السكنية و..و..و.. الخ ان القادم سيكون اعقد واصعب وأسوأ ، ووقتها سنرى الوجه الحقيقي للاسيوي الذي مايزال الى الان يلتزم الابتسامة المنافقة والأدب الجم في التعامل معنا . ان اخوتنا في الهايبر في حاجة لان ينجح اعتصامهم كي يأخذوا حقوقهم الوظيفية في وطنهم ، فلنكن معهم ، حتى لايشعروا اننا خذلناهم لمجرد اننا لم نتضرر الى الان ضررا مباشرا مثلما هم تضرروا ويتضرورن. نشر الاحد 29 يونيو 2014 في جريدة عمان
0 تعليقات