نبض الدار
مشكلة قديمة جديدة ، نعرف جميعا وجوهها المؤلمة لكننا نتجاهلها ، ونسمعها كثيرا من الآباء والامهات الذين يملكون حسا عاليا من المسؤولية اتجاه ابنائهم ونتجاهلها . حدثني بألم كبير قائلا ؛ ان الوالدين يختاران الغتاة المناسبة للابناء الذكور بكثير من البحث والتحري والدراسة الى ان يستقر القرار على بنت الحلال المناسبة ، فتبدأ الافراح والليالي الملاح . اما البنات؛ فالآباء والامهات يتعبان في تربيتهن التربية القويمة علما ودينا وخلقا وأدبا ، لكن في النهاية لايستطيعان اختيار الأزواج المناسبين لهن ، فكل ماعليهما ان ينتظرا وينتظرا ابن الحلال المناسب ؛ فاذا لم يأت فأمامهما اختياران مريران ، اما القبول بمن لايناسب ابنتهم خلقا ودينا وعلما وادبا ، واما عدم التزويج والانتظار الطويل الذي قد يطول فتكبر البنت ويفوتها النصيب!! واقع سئ جدا لبنات تعب الأهل في تربيتهن، وحلموا لهن بزواج مناسب وسعيد ، وثم لايحق لهن ان يحصلن على الرجل المناسب. اكمل :لاادري لماذا المجتمع لايتقبل ان يخطب الاب لابنته كما يخطب لولده ، ويعتبرها مثلبة وعيبا ، ويتعرض الاب جراءها الى السخرية ؟ وقد تلاحقه بعض الألسن الخبيثة التي تستمر بالنيل منه ومن كرامته . سؤال جدير بالطرح من أب يشعر بان من مسؤوليته ان يزوج بناته رجالا مناسبين وليس أي أحد كان ، فيذيقها الأمرين ولايعرف قدرها او قيمتها . من حق هذا الأب ان يعاني الالم والارق والسهاد ؛ فالآباء الذين تزوجت بناتهم من رجال غير مناسبين عاشوا مرارة ذلك ، وعاشوا فصول معاناتهن المريرة. وكذلك يعيش الآباء الارق والسهاد والمرارة من جراء عدم تقدم الشخص المناسب لبناتهن فيفوتهن قطار الزواج في مجتمع صارم يقرر وضع البنات في خانة العانسات؛ وان كن لايزلن في مقتبل العمر . لماذا لايتقبل المجتمع فكرة ان يختار الرجل زوجا مناسبا لإبنته كما يختار لولده . ان تاريخنا مضئ في هذه النقطة على الاخص، فقد اختارت السيدة ام المؤمنين خديجة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وآله وطلبت منه الزواج . وتكرر الامر مع رسول الله عندما طلب عدد من الصحابة من رسول بان يتزوج بناتهن ، ولسان حالهم بانهم لن يلقوا افضل من رسول الله زوجا لبناتهن ، وكان لهم ماطلبوه ، فاصبحن زوجات رسول الله وامهات المؤمنين. ماالذي يمعنا كمجتمع واع ان نتخذ هذه الخطوة بوعي وحزم اذا راي الاب شابا مناسبا امامه ، لماذا لايحدثه ويطلب منه التقدم ، ولماذا الشاب واهله يستهجنون هذا التصرف ويظنون كأن البنت فيها عيب ما ، أو كأن هذا الأب يرخص من قيمة بناته .واذا حصل الزواج فقد يعير زوجته بأنها طلبته للزواج . لماذا نصر على التمسك ببعض التقاليد الجاهلية العمياء وبعض الغباء الاجتماعي الموروث ؟ اكمل حديثه بأمل كبير :ارجو ان تقوم بعض الجهات والمكاتب الاسرية الخاصة او العامة بتبني الامر بشكل مدروس وجدي ، كما هو الحاصل في بعض الدول الخليجية. او ان يقوم صندوق الزواج بالامر ، فواحدة من اهداف صندوق الزواج السعي لبناء حياة زوجية ناجحة وسعيدة للشباب المتزوجين ، وحماية الزيحات،ويتأتى ذلك بالدرجة الاولى عبر الاختيار المناسب للطرفين ، فالاختيار المناسب ضمانة لتقليل المشاكل الزوجية ونسب الطلاق . أضم صوتي الى صوته بشدة وقوة ، فمن حق اي اب ان يطمئن الى انه سلم مصير ابنته لرجل يناسبها ، وانه سيسعدها الى نهاية عمرها . ومن حق اي فتاة تعب الاهل في تربيتها ، فكانت مثالا للخلق والادب الرفيع والعلم ان تحصل مقابل ذلك رجلا مناسبا يقدرها ويقدر قيمتها الحقيقية ، وان تشعر ان الاهل كما يختارون لابنائهم الذكور ، فانهم يختارون لها وحريصون عليها ، لا ان تلقى الى قارعة الطريق مع من لايعرف قيمتها او قدرها ، تحت حجة أحسن الموجود . نشر الاحد في الثاني عشر من يوليو 2014 في جريدة عمان
0 تعليقات