نبض الدار.
رغم نشوء وزارة السياحة وشركة عمران ، ونشوء بعض المنتجعات السياحية الا ان ذلك لم يحدث تغييرا يذكر للسياحة الداخلية ، فما تزال الاماكن والوجهات السياحية في البلاد تعاني نقص الخدمات الاساسية والضرورية والاكتظاظ الشديد بسبب ضيق الاماكن في تلك الوجهات ، مما ينفر الانسان ويجعله يفضل قضاء الاجازة في بيته امام التلفاز او ان يهرب في الصيف الى وجهة سياحية خارج البلد .
لم تتطور السياحة الداخلية ماعدا مهرجاني مسقط وصلالة . ويعتير المهرجانان نشاطا جيدا يقام في اوقات محددة . ويشهدان اكتظاظا وازدحاما شديدا لعدم وجود البديل رغم كثرة الوجهات السياحية في اليلد.
ومن جانب آخر اذا رغب احد المواطنين ان يستفيد من المنتجعات السياحية وماتوفره من سكن ورحلات فانه يدفع أضعاف مايدفعه السائح الغربي الذي يأتي ضمن وفود سياحية
باسعار خاصة وتنافسية . فلا أظن ان سائحا غربيا يأتي ويدفع سعر غرفة لليلة واحدة في منتجع ما حوالي مائتين او ثلثمائة ريال كما يفعل المواطن ، او يدفع لوجبة غداء واحدة 20 ريال للفرد الواحد. فهو ببساطة لن يأتي . ولكن المواطن عليه ان يدفع هذه المبالغ الكبيرة . واذا كانت الاسرة مكونة من خمسة افراد فبحسبة صغيرة سيفضل ان ياخذ حزمة سياحية لخارج البلد لانها تكلفه اقل بكثير مما سيدفعه هنا . فهو سيدفع لفندق في المستوى نفسه 40 ريالا للفرد الواحد . اما تذاكر الطائرة فسيحصل عليها في الحزمة نفسها بسعر جيد ومناسب . وسوق المنافسة بين شركات الطيران والمكاتب السياحية توفر افضل الوجهات في العالم باسعار مناسبة جدا.
لاندري لماذا لايتم التركيز على السياحة الداخلية كواحدة من الاولويات، وتسهل الامور كلها للسائح الغربي كأولوية أساسية وأولى فقط. السائح الغربي سيأتي في كل الاحوال لانه يبحث عن الهدوء والدفء بعيدا عن طقس بلاده البارد .ان جلسته في المنتجع هنا تعد كافية جدا له . لكن العماني يريد ان ياخذ اولاده الى الوجهات السياحية في رحلات يومية ، وحيث لامرافق ولاخدمات أساسية في هذه الوجهات السياحية. اما ان يدفع اضعاف مايدفعه الغربي في المنتجع ويكتفي بالجلوس فيه ؛ فهو خيار لن يقبل عليه لانه خيار خاسر له . ثم نتساءل لماذا غالبية العمانيين والوافدين موجودون مع عائلاتهم في دولة مجاورة كلما جاءت الاجازات الصغيرة او الكبيرة ، ويصرفون هناك بأريحية كبيرة جدا ملايين الريالات .
كلت اقلامنا ونحن ننادي بان يتم الاهتمام بالبنية الأساسية للسياحة الداخلية ، نعم مبالغ كبيرة ستصرف لكن العائد سيكون كبيرا جدا ،وخلال عدد محدد من السنوات سيتم استرجاع المصروف . اما السياحة الخارجية فعشرات الملايين صرفت لكننا مانزال نشهد مساهمة في الناتج المحلي لم تزد عن 3% حسب تصريحات المعنيين وهو رقم غير مثري ولايحقق الطموح ، وان قيل انه سيصل الى 10 % بعد عشر او خمس عشرة سنة. نتمنى ذلك ، لكن تنمية السياحة الداخلية قد يقفز بالرقم عاليا ، فبه نستعيد الملايين التي تصرف في دولة مجاورة كل اجازة ، ففي البلد حوالي 4 ملايين عماني ووافد على استعداد للصرف على السياحة الداخلية اذا حققت طموحهم.
نشرت في جريدة عمان الأحد بتاريخ 10 اغسطس 2014
رغم نشوء وزارة السياحة وشركة عمران ، ونشوء بعض المنتجعات السياحية الا ان ذلك لم يحدث تغييرا يذكر للسياحة الداخلية ، فما تزال الاماكن والوجهات السياحية في البلاد تعاني نقص الخدمات الاساسية والضرورية والاكتظاظ الشديد بسبب ضيق الاماكن في تلك الوجهات ، مما ينفر الانسان ويجعله يفضل قضاء الاجازة في بيته امام التلفاز او ان يهرب في الصيف الى وجهة سياحية خارج البلد .
لم تتطور السياحة الداخلية ماعدا مهرجاني مسقط وصلالة . ويعتير المهرجانان نشاطا جيدا يقام في اوقات محددة . ويشهدان اكتظاظا وازدحاما شديدا لعدم وجود البديل رغم كثرة الوجهات السياحية في اليلد.
ومن جانب آخر اذا رغب احد المواطنين ان يستفيد من المنتجعات السياحية وماتوفره من سكن ورحلات فانه يدفع أضعاف مايدفعه السائح الغربي الذي يأتي ضمن وفود سياحية
باسعار خاصة وتنافسية . فلا أظن ان سائحا غربيا يأتي ويدفع سعر غرفة لليلة واحدة في منتجع ما حوالي مائتين او ثلثمائة ريال كما يفعل المواطن ، او يدفع لوجبة غداء واحدة 20 ريال للفرد الواحد. فهو ببساطة لن يأتي . ولكن المواطن عليه ان يدفع هذه المبالغ الكبيرة . واذا كانت الاسرة مكونة من خمسة افراد فبحسبة صغيرة سيفضل ان ياخذ حزمة سياحية لخارج البلد لانها تكلفه اقل بكثير مما سيدفعه هنا . فهو سيدفع لفندق في المستوى نفسه 40 ريالا للفرد الواحد . اما تذاكر الطائرة فسيحصل عليها في الحزمة نفسها بسعر جيد ومناسب . وسوق المنافسة بين شركات الطيران والمكاتب السياحية توفر افضل الوجهات في العالم باسعار مناسبة جدا.
لاندري لماذا لايتم التركيز على السياحة الداخلية كواحدة من الاولويات، وتسهل الامور كلها للسائح الغربي كأولوية أساسية وأولى فقط. السائح الغربي سيأتي في كل الاحوال لانه يبحث عن الهدوء والدفء بعيدا عن طقس بلاده البارد .ان جلسته في المنتجع هنا تعد كافية جدا له . لكن العماني يريد ان ياخذ اولاده الى الوجهات السياحية في رحلات يومية ، وحيث لامرافق ولاخدمات أساسية في هذه الوجهات السياحية. اما ان يدفع اضعاف مايدفعه الغربي في المنتجع ويكتفي بالجلوس فيه ؛ فهو خيار لن يقبل عليه لانه خيار خاسر له . ثم نتساءل لماذا غالبية العمانيين والوافدين موجودون مع عائلاتهم في دولة مجاورة كلما جاءت الاجازات الصغيرة او الكبيرة ، ويصرفون هناك بأريحية كبيرة جدا ملايين الريالات .
كلت اقلامنا ونحن ننادي بان يتم الاهتمام بالبنية الأساسية للسياحة الداخلية ، نعم مبالغ كبيرة ستصرف لكن العائد سيكون كبيرا جدا ،وخلال عدد محدد من السنوات سيتم استرجاع المصروف . اما السياحة الخارجية فعشرات الملايين صرفت لكننا مانزال نشهد مساهمة في الناتج المحلي لم تزد عن 3% حسب تصريحات المعنيين وهو رقم غير مثري ولايحقق الطموح ، وان قيل انه سيصل الى 10 % بعد عشر او خمس عشرة سنة. نتمنى ذلك ، لكن تنمية السياحة الداخلية قد يقفز بالرقم عاليا ، فبه نستعيد الملايين التي تصرف في دولة مجاورة كل اجازة ، ففي البلد حوالي 4 ملايين عماني ووافد على استعداد للصرف على السياحة الداخلية اذا حققت طموحهم.
نشرت في جريدة عمان الأحد بتاريخ 10 اغسطس 2014
0 تعليقات