نبض الدار
وفي السفر عشر فوائد ، اولها اكتساب المعرفة وفهم ماحولنا. لقد كانت قلعة مطرح تثير خيالي منذ ان تعرفت اليها في جوارنا ، فهي لاتبعد عن سور اللواتية الا عشرات الامتار . كان علو البناء ومتانته الذي قاوم حوالي 400 عام ، واسلوب بناءه فوق الصخور ، وطريقة البناء الفريدة التي صمدت وتصمد امام الظروف المناخية المختلفة على مر العقود ، كل ذاك كان مثار التساؤل والاستفهام ، ومثار خيال خصب عن العلوم التي كانت لدى البرتغاليين الذين بنوها.
وفي البرتغال حيث تقبع العاصمة لشبونة ، وهي مدينة عربية انشأها العرب الفاتحون قبل القرن العاشر الميلادي انكشف سر قلعة مطرح وقلعتا الجلالي والميراني .
فكما دل ابن ماجد فاسكو دي غاما على طريق رأس الرجاء الصالح ، فانطلق سعار الغرب لاحتلال العالم القديم بدءا بالهند مرورا بعمان وغيرها، لاحتلال هذه الدول والسيطرة على تجارة التوابل وغيرها من تجارة العالم ذلك الوقت .
ففي لشبونة التي بناها العرب الفاتحون على سبع تلال انكشف سر قلعة مطرح ؛فهناك على تلة عالية جدا توجد قلعة ضخمة رائعة الجمال رغم مرور مايزيد عن الف عام على بنائها، قلعة كبيرة جدا يمتد منها سور يحوط الكثير من بيوت المدينة القديمة ، ويتوسط السور ابراج الحماية. قلعة ضخمة تعتبر قلعة مطرح الصغيرة امتداد لها في متانة البناء وعلوه وهيئته فوق الصخور، وشكلها وابراجها. لشبونة بناها العرب الفاتحون على ضفة نهر تانجو ، وسميت اقرب منطقة منها للنهر باسم " ألف ماء " ، وماتزال تعرف "بالألفماء" كما ينطقها البرتغاليون ؛ الذين تمتلئ لغتهم بمئات من المفردات العربية .
قلعة تحكي جمال علوم الفاتحين العرب وهي تبني الحضارة في شعوب غرقت في ظلام العصور الوسطى كما يؤرخ الغرب نفسه ؛ فتخرجهم من ظلام الجهل الى نور العلم والتقدم .
قلعة عربية أخرى توجد على مرتفعات سنترو البرتغالية على المحيط الاطلسي؛ المنتجع الصيفي للعرب وقتذاك ، وماتزال الى اليوم منتجعا للبرتغاليين ؛ لطيب هوائها واعتدال جوها شتاء وصيفا. لقد نما خيال البرتغالي وهو يراقب هذه القلاع العربية منذ ولادته، يلعب حولها وفيها، ويدخلها ويخرج منها عشرات المرات في اليوم الواحد، فألهبت خياله خصوبة وثراء؛ فسعى الى ان يبني مثلها في الدول التي احتلها.
بضاعتنا ردت الينا ، فقط كانت بضاعتنا لنشر العلوم وبضاعتهم لاحتلال الشعوب والسيطرة على مقدراتها، ونهب الثروات كما يحكي التاريخ .
ويذكر التاريخ ان سكك مسقط ومطرح امتلأت بدماء الابرياء التي أسالها البرتغاليون . لقد ذهب المحتل والغازي بعد ان تم اخراجه عنوة، وبقيت قلعة مطرح والجلالي والميراني شاهدة على حقيقة الغزو والاحتلال .
أما في لشبونة والبرتغال واسبانيا فيحكي التاريخ مجازاة الاحسان بالاساءة في قصة العرب والاندلس ، وتبقى قلعتا لشبونة وسنترو وغيرها الكثير شاهدة على تاريخ العلوم هناك وبدء عصر العلم والتنوير مع دخول الحضارة العربية هناك.
وكما اعتذر الكثير من المحتلين للشعوب التي غزوها واحتلوها ، فان البرتغال مدينة اليوم لعمان باعتذار عما اقترفت من غزو واحتلال وتنكيل.
تم نشر المقال في جريدة عمان ، الأحد 12 اكتوبر 2014م
وفي السفر عشر فوائد ، اولها اكتساب المعرفة وفهم ماحولنا. لقد كانت قلعة مطرح تثير خيالي منذ ان تعرفت اليها في جوارنا ، فهي لاتبعد عن سور اللواتية الا عشرات الامتار . كان علو البناء ومتانته الذي قاوم حوالي 400 عام ، واسلوب بناءه فوق الصخور ، وطريقة البناء الفريدة التي صمدت وتصمد امام الظروف المناخية المختلفة على مر العقود ، كل ذاك كان مثار التساؤل والاستفهام ، ومثار خيال خصب عن العلوم التي كانت لدى البرتغاليين الذين بنوها.
وفي البرتغال حيث تقبع العاصمة لشبونة ، وهي مدينة عربية انشأها العرب الفاتحون قبل القرن العاشر الميلادي انكشف سر قلعة مطرح وقلعتا الجلالي والميراني .
فكما دل ابن ماجد فاسكو دي غاما على طريق رأس الرجاء الصالح ، فانطلق سعار الغرب لاحتلال العالم القديم بدءا بالهند مرورا بعمان وغيرها، لاحتلال هذه الدول والسيطرة على تجارة التوابل وغيرها من تجارة العالم ذلك الوقت .
ففي لشبونة التي بناها العرب الفاتحون على سبع تلال انكشف سر قلعة مطرح ؛فهناك على تلة عالية جدا توجد قلعة ضخمة رائعة الجمال رغم مرور مايزيد عن الف عام على بنائها، قلعة كبيرة جدا يمتد منها سور يحوط الكثير من بيوت المدينة القديمة ، ويتوسط السور ابراج الحماية. قلعة ضخمة تعتبر قلعة مطرح الصغيرة امتداد لها في متانة البناء وعلوه وهيئته فوق الصخور، وشكلها وابراجها. لشبونة بناها العرب الفاتحون على ضفة نهر تانجو ، وسميت اقرب منطقة منها للنهر باسم " ألف ماء " ، وماتزال تعرف "بالألفماء" كما ينطقها البرتغاليون ؛ الذين تمتلئ لغتهم بمئات من المفردات العربية .
قلعة تحكي جمال علوم الفاتحين العرب وهي تبني الحضارة في شعوب غرقت في ظلام العصور الوسطى كما يؤرخ الغرب نفسه ؛ فتخرجهم من ظلام الجهل الى نور العلم والتقدم .
قلعة عربية أخرى توجد على مرتفعات سنترو البرتغالية على المحيط الاطلسي؛ المنتجع الصيفي للعرب وقتذاك ، وماتزال الى اليوم منتجعا للبرتغاليين ؛ لطيب هوائها واعتدال جوها شتاء وصيفا. لقد نما خيال البرتغالي وهو يراقب هذه القلاع العربية منذ ولادته، يلعب حولها وفيها، ويدخلها ويخرج منها عشرات المرات في اليوم الواحد، فألهبت خياله خصوبة وثراء؛ فسعى الى ان يبني مثلها في الدول التي احتلها.
بضاعتنا ردت الينا ، فقط كانت بضاعتنا لنشر العلوم وبضاعتهم لاحتلال الشعوب والسيطرة على مقدراتها، ونهب الثروات كما يحكي التاريخ .
ويذكر التاريخ ان سكك مسقط ومطرح امتلأت بدماء الابرياء التي أسالها البرتغاليون . لقد ذهب المحتل والغازي بعد ان تم اخراجه عنوة، وبقيت قلعة مطرح والجلالي والميراني شاهدة على حقيقة الغزو والاحتلال .
أما في لشبونة والبرتغال واسبانيا فيحكي التاريخ مجازاة الاحسان بالاساءة في قصة العرب والاندلس ، وتبقى قلعتا لشبونة وسنترو وغيرها الكثير شاهدة على تاريخ العلوم هناك وبدء عصر العلم والتنوير مع دخول الحضارة العربية هناك.
وكما اعتذر الكثير من المحتلين للشعوب التي غزوها واحتلوها ، فان البرتغال مدينة اليوم لعمان باعتذار عما اقترفت من غزو واحتلال وتنكيل.
تم نشر المقال في جريدة عمان ، الأحد 12 اكتوبر 2014م
0 تعليقات