نبض الدار

كثرت الشكاوى من تأخر توفير وتوزيع اراضي سكنية، وخاصة دفعة 2008 ومابعدها .
ويشتكي البعض من ان الاراضي التي حصلوا عليها غير مستوية او في مجاري أودية او في مقابر قديمة . اما الشكوى الاعم فهي عدم توفر خدمات البنية التحتية في الاراضي الموزعة ، فهي اراضي بيضاء خالية من أي خدمات مما يؤخر قرار بناءها . فيقوم بعضهم ببيعها بأي سعر ، وشراء أرض في منطقة تحوي خدمات البنية الأساسية ،ومأهولة بالسكان والجيران .
شكاوى منطقية وخاصة اذا أردنا ان نعيد الاستقرار الى السوق العقاري . وتخفيف الازدحام في مربعات شديدة الاكتظاظ  في مركز مسقط .
وسط توفر التصوير بالأقمار الصناعية والجوجلة الأرضية وتوفر خدمات الجي بي اس . وخدمات أخرى تستخدمها وزارات الاسكان في العالم ؛ فان مسح المربعات والتاكد من سلامة الاراضي فيها أصبح أمرا ميسورا جدا قبل توزيعها على الشباب . ومن ناحية أخرى فان مد خدمات البنية الأساسية أرخص بكثير عندما يكون المربع خاليا منبسطا كراحة الكف عن مدها بعد ذلك وقد امتلأ بالساكنين والأبنية ناهيك عن تضاعف أسعار هذه الخدمات يوما بعد يوم .
كمثال فإن مد شبكات الصرف الصحي او الجسور العلوية في التقاطعات او الجسور فوق مجاري الأودية ننفذها اليوم مضطرين وبعد طول تأجيل بأسعار مضاعفة عما كانت عليه قبل عشرين او ثلاثين عاما ، ووسط تعقيدات واعاقات شديدة مثل الابنية والبيوت والازدحام المروري والسيارات وغيرها من الاعاقات ، فيتاخر التنفيذ وتزداد الاوامر التغييرية وتبهض التكلفة وتتضاعف مرات عديدة . 
انه مرجل واحد ذلك الذي يتم منه الدفع، وكلما كان الدفع لخدمات البنية الاساسية  أبكر كانت الخدمة أرخص . وكلما قلت الاعاقات كانت الخدمة أرخص ، فمد الخدمات في  أرض خام ليس كمدها على أرض امتلأت بفوضى حركة البشر والعربات والأبنية والتمديدات القديمة والجديدة.
بعض المخططات في بعض محافظات مسقط وزعت منذ سنوات عديدة  لكنها خالية من  السكان الى الآن بسبب عدم وجود خدمات البنية الأساسية، بينما المؤجرون يستغلون الوضع لزيادة اسعار الايجار ، والسماسرة يستغلون فيرفعون أسعار الاراضي والبيوت بشكل غير اعتيادي وغير منطقي في مناطق الخدمات مستغلين حاجة الشباب ، فنعاني الازدحام والضغط على مناطق بعينها .
قد نلومه على بيع أرضه والتخلص منها، وقد لانلومه وسط رغبته الملحة لبناء بيت والاستقرار، والتخلص من دفع الايجارات .
يبيع بأبخس الاثمان ثم يتوجه الى بنك تجاري للحصول على قرض اسكاني او قرض شخصي للشروع في شراء البيت الجديد او الارض الجديدة في منطقة مكتظة. ثم يدخل في مشاكل القروض والاقساط والفوائد والقصة الطويلة والمعروفة بينما كان في غنى عنها الى حد كبير لو بقي محتفظا بارضه.
ان هذه القصة وقصة عدم مد خدمات البنية الاساسية في المربعات الجديدة هي قصة انتقال الضغط من نقطة الى أخرى وازدياده في حياة الشباب الاقتصادية ، او على مستوى تدني جودة خدمات مسقط . ففي النهاية يجب ان تسكن هذه الاسرة الجديدة ،ويجب ان تلقى مكانا تراه مناسبا للسكن.
*** الاخوة المحررون مع الشكر وارجو وضع ايميلي اسفل اسمي لدى رسم المقال. 

تم نشر المقال في جريدة عمان الأحد31اغسطس 2014