نبض الدار
كان خطاب جلالة السلطان المفدى بردا وسلاما على أرواحنا ونفوسنا بعد طول انتظار مقلق ومؤلم وممض للاطمئنان على صحته الغالية والعزيزة.
وقد أوضحت ارهاصات الخطاب بأن ليس نحن العمانيون فقط الذين نحب جلالته ذلك الحب الكبير الذي يملأ قلوبنا ونفوسنا . وإنما يشاركنا اخوتنا الخليجيون والعرب وجيراننا ودول العالم، فهم يحبون قائدنا النجيب والحكيم،  ذلك القائد الذي حقق العديد من المعادلات داخليا وخارجيا وسط مايمر به العالم العربي والعالم حولنا من مصائب وتعقيدات لاحد لها.  كنا نتغنى بنعمة الأمن والأمان في بلدنا، وقد حافظ جلالته  على معادلة الأمن والأمان إلى اليوم وسط كل البحر المتلاطم حولنا. واكتشفنا أن هذه النعمة من أهم النعم الإلهية التي يجب أن يتمتع بها وطن ما إذا أريد له أن ينمو ويزدهر بإنسانه. وقد انتصر جلالته لإنسان عمان عندما وجه كل الجهود لتنمية الإنسان العماني والأخذ بيده ليقف على قدميه. فأصبح يقود تنمية عمادها وقوامها الإنسان العماني. وهانحن الآن على أبواب اعداد الخطة الاستراتيجية 2040 قوامها الإنسان العماني وتنمية التنمية المتكاملة بالدرجة الاولى. 
لقد دق جلالته بكلمات حاسمة وقوية جرس الإنذار عندما شعر بالخطر الديموغرافي بسبب صعود المؤشر الديموغرافي لصالح زيادة الوافدين ونسبهم  ، فتحدث بحسم عن المليارات التي تتسرب خارج البلد، ملفتا نظر الجهات المعنية بقوة إلى هذا الخطر،  وأن تقوم بوضع وتنفيذ خططها لإعادة الأمور إلى نصابها. 
أما على الصعيد الخارجي فقد كان لجلالته أدوار كبيرة جدا جعلت عمان ومسلكها بيضة القبان في الصراعات العربية العربية والصراعات الأخرى المشتعلة حولنا. خلال هذا الأسبوع سنشهد في بلدنا مباحثات النووي بين جارتنا الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة وأوروبا.  تلك الأزمة التي كادت تعصف بلداننا والخليج كله، حتى لاتبقي ولاتذر.  إن جهود جلالته الكبيرة لنزع فتيل هذه الأزمة جنب منطقتنا حروب وويلات عظيمة جدا. 
إن نجابة سياسة جلالته الخارجية جعلت عمان مثالا للبلد الراقي الذي ليست له صراعات حدودية مع أي أحد من الأشقاء.  وجعلت عمان أخا عربيا عزيزا لجميع البلدان العربية، وجارا طيبا لاينسى وشائج الجيرة الطيبة. وبلدا صديقا لكافة بلدان العالم.
ولاننسى دور جلالته مع القضية الفلسطينية، فقد تم اقفال مكتب التمثيل الصهيوني انتصارا لحق الفلسطينيين في دولة حرة لهم. 
هذه فقط بعض الخطوط العريضة لما قام ويقوم به جلالته. 
أثناء وعكته  الصحية لهجنا بالدعاء لله تعالى كي يمن عليه بالشفاء السريع فنكحل أعيننا بعودته إلى أحضان الوطن سالما غانما.  وإذا بنا نرى أشقاءنا العرب وجيراننا ومحبي جلالته يرفعون معنا أكف الدعاء إلى الله تعالى كي يتمم عليه الشفاء والصحة والعافية، ويمن عليه بالعمر المديد الزاهر. 
إلهي فارجعه إلينا بموفور الصحة العافية في اقرب وقت. آمين رب العالمين.  

http://main.omandaily.om/?p=170130