نبض الدار
http://omandaily.om/?p=186910
الطيران العماني واحدة من الشركات التي تحقق خسائر كل عام .لكننا لانستطيع الاستغناء عن الناقل الوطني ، فهو يمثل جزءا من مكتسبات نهضتنا العمانية الحديثة .
ان الطيران العماني دخل الميدان وسط منافسة شديدة من شركات الطيران الخليجية والعالمية . وقد سبقته شركات اقتطعت لنفسها حصة من سوق الطيران الخليجي والعربي والعالمي .لكن النقطة القوية للطيران العماني ان السلطنة اقرب محطة خليجية وعربية الى شرق آسيا وجنوب شرق آسيا. وافضل نقطة لاوروبا لمن ياتون من هذه البلدان ويرغبون بالسفر الى اوروبا والدول العربية والخليجية ؛وهو موقع لايتوفر لبلد آخر . وهي نقطة قوة في صالحه،وخاصة مع فتح محطات جديدة الى الفلبين واندونيسيا وفي المستقبل الى الصين ومحطات اخرى في جنوب شرق آسيا.
ومع تدشين اول رحلة الى اندونيسيا في الثاني عشر من هذا الشهر ذكرت التصريحات ان الرحلة كاملة المقاعد ، لكن من كان في الرحلة لاحظ بسهولة ان ربع المقاعد كانت خالية . ان من قطع تذكرة قبل فترة طويلة من السفر دفع 200 ريال ،ومن تأخر في الحجز دفع حوالي 400 ريال . ترى هل من يريد ان يرسل عاملة منزله او يستقبل عمال آتين من اندونيسيا سيدفع 400 ريال لكل واحد ؟ بالنسبة له فهو يبحث عن أرخص رحلة لهم ، ولايهم بعد ذلك ان تعددت محطات الوقوف ولم يكن الطيران مباشرا ! 
في الرحلات الى الدول الخليجية نلاحظ رفع الاسعار بالطريقة نفسها . مثال للذين يسافرون للعمرة والحج فهم يفضلون الخطوط السعودية وطيران الخليج بدل الناقل الوطني بسبب رفع الاسعار المبالغ فيه ، بعكس الطيران السعودي وطيران الخليج اللذان اسعارهما معقولة جدا مهما تاخر الانسان في الحجز. والأمر نفسه مع  بقية الدول الخليجية. 
في الصيف وفي الاجازات الى اوروبا ، ففي الوقت الذي تقلع طائراتنا بعدد قليل من المسافرين قد لايغطون ربع المقاعد وباسعار نارية . نرى الخطوط الهولندية والسويسرية تقلع ممتلئة عن آخرها كل ليلة تقريبا وبنصف الاسعار . فاذا كانت اسرة عمانية مكونة من 5 افراد يسافرون في اجازة لاوروبا، فماالذي سيجبرهم على استخدام الناقل الوطني بينما هم يوفرون مئات الريالات على الناقل الهولندي او السويسري.  ولامشكلة اذا افتقدوا ميزات بطاقة سندباد ،وميزات التعامل الخاص في المطار . فالتوفير الآني لمبالغ كبيرة هو افضل مكافأة لهم .
سوق شديدة التنافس ، واذا لم يتصرف الطيران العماني بطريقة ذكية ومغايرة ومبتكرة فان خسائره ستستمر الى مالا نهاية.
ان الناقل الوطني مثل اتحاد الكرة العماني ، فاذا لعب المنتخب العماني لعبة ضعيفة فان الاتحاد لايفضل الاحتفاظ بالمدرب الى مباراة ثانية بسبب شدة المنافسة وقوتها ، وقد يستعين بمدرب اغلى سعرا . وهكذا فان تغيير مدير الناقل الى آخر اكثر قدرة على فهم المنافسة الشديدة في مجال الطيران ، وفهم موقع عمان الجغرافي المتميز، والتصرف على أساسهما، وتحقيق النجاح والارباح ،هو الفيصل لمستقبل افضل للناقل الوطني. اما الاحتفاظ "بجواكر" خاسرة فلا قيمة له الا مضاعفة الخسائر كل عام وسط أزمة اسعار النفط.