نبض الدار
http://omandaily.om/?p=196194
من خلال الإستماع إلى العديد من الاخوة والأخوات العاملين في وحدات العمل المختلفة، ومن خلال المشاهدات، نلاحظ النزوع إلى التفرد بالرأي والقرار إلى حد التطرف، وبما يضر مصلحة العمل، وعادة هذا التفرد يكون مشفوعا بحجج يبدو ظاهرها منطقيا، ومظهرا مصلحة العمل، فلا يوجد أسهل من أن يأتي الإنسان بحجج لإثبات صحة مايتبنى، وثم يرددها بدون كلل وتعب، إذا كان يحقق من وراء ذلك نزعته العميقة للتفرد بالرأي وبالقرار. ان نزعة التفرد بالرأي هي من أكبر الأمور التي تكبل التطوير في الوحدة والمنشأة، فرأى الفرد مهما بلغ من وجاهته فهو بحاجة إلى أن تتلاقح معه آراء الآخرين كي يصبح ناضجا وصالحا. لذا نواجه الكثير من المشاريع الفاشلة، ومن ثم الهدر بما صرف عليها من مال، فلم تؤت أكلها بسبب النظرة الأحادية التي لم تنضج المشروع، ولم تأخذ كل الظروف في الحسبان، فكان القصور والنقص.فالمشروع لم يرس على قاعدة القبول المشترك والاحتضان والالتفاف حوله. فخرج فاقدا للقبول العام سواء لمن ينفذونه أو من ينفذ عليهم، أو الشريحة المستفيدة من تنفيذه.
إنها نزعة عميقة للتفرد بالرأي وإن فشل المشروع أو أهدرت الكثير من الاموال. والعجيب أن معظم المتفردون بالرأي كانوا منفتحون ومرنون وينادون بأهمية الشراكة، لكن بمجرد ماأصبح القلم في أيديهم أصبحوا من أئمة نزعة التفرد بالرأي، ودافعوا عنه باستماتة مريعة .
العديد من الوحدات تعاني من هذه الإشكالية، لذا لاتتقدم الأمور كثيرا ويزداد الهدر المالي، وكلما تغير مسؤول من هؤلاء، عاد المسؤول الجديد بالأمور إلى المربع الأول، فنفسه تأنف من استكمال جهود من سبقه، ويلق البطانة التي تزين له ذلك، بحجة أنه سيضع بصماته على العمل، فتذهب جهود من سبقوه أدراج الرياح، وتذهب أموال معها أدراج الرياح.
للأسف نفتقد جهة تتابع وتقيم مايجري في الوحدات، فأصبحت كل وحدة تدار بمزاج مسؤول ما، أو بمزاج مجموعة من الموظفين الذين عرفوا كيف يسيطروا على المسؤول وقراره بشكل من الأشكال. أداء يصب مرة في مصلحة المسؤول، ومرة في مصلحة شلة هؤلاء الموظفين. ويبقى الفتات لمصلحة العمل وتطويره، ولمصلحة الوطن ومستقبله، ثم نسأل أنفسنا لماذا الكثير من الإنجاز المفروض ان يحدث لم يحدث، ولم بقيت بعض المشاكل إلى اليوم بدون حل. ولم الهدر المالي. فإذا كان هدر الأوامر التغييرية مليار ونصف المليار من الريالات، فماهو مجموع الهدر عندما تم العودة بالأمور إلى المربع الأول بسبب مزاج مسؤول ما أو مزاج موظفيه المتنفذين في وحدة ما
0 تعليقات